يوجد رعب عالمي من تفشي مرض الإيبولا الذي انتشر مؤخرا في ثلاث دول بغرب أفريقيا وتحديدا في ثلاث هي الدول التي تضم حاليا أكثر عدد من المصابين بالفيروس وهي غينيا، ليبريا، سيراليون.
ويتبادر إلي الذهن تساؤل كان لابد من أن نبحث علي إجابة لها، وهو ماذا لو ظهرت حالات إيبولا في مصر؟ خصوصا أن المرض سريع العدوى، ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية يعد الإيبولا أخطر أمراض القرن، وفي حديث مع الدكتور عمرو قنديل وكيل أول وزارة الصحة للطب الوقائي تحدث قائلا:
مرض الإيبولا يعتبر من أمراض الحمى النزفية مثل “الحمى الصفراء، حمي الضنك” وأول ظهور لمرض الإيبولا كانت في عام 1976 في زائير وفي جنوب السودان وكانت تصل نسبة الوفيات إلى 90%.
وبعد ذلك بدأت كل عام ما يقرب من 2300 حالة في عدد من الدول الإفريقية، وفي سبتمبر عام 2013 بدء ظهور فيروس الإيبولا مرة أخري في غينيا وهو ينتقل أساسا من الخفافيش إلي القرود والشامبانزي، وفي منطقة غينيا يأكلون لحوم القردة ولهذا السبب تفشي المرض في غينيا أولا حيث انتقل من الحيوان إلي الإنسان ثم انتقل من الإنسان إلى الإنسان.
وتأتي أعراض المرض في شكل قئ وإسهال ودرجة حرارة مرتفعة وتكسير في الجسم وتظهر هذه الإعراض في الأيام الأولي ثم في مرحلة متقدمة من المرض يحدث نزيف من أماكن مختلفة من الجسم يمكن أن يكون من العين أو من الجهاز البولي أو من أي منطقة من الجسم.
وتأتي العدوى أذا تعرض شخص سليم إلي قئ أو براز أو عرق شخص مصاب ولا تأتي العدوى من الهواء أو الجهاز التنفسي.
ومنذ مارس 2014 بدأت تزداد حالات الإصابة بفيروس الإيبولا في غينيا وليبريا وسيراليون ومنذ هذا التاريخ ونحن نستعد لتوفير البدل والأقنعة التي يجب أن يرتدها العاملين في الحقل الصحي في حالة التعامل مع أي حالة يشتبه في إصابتها بالفيروس.
والبدل مصممة علي أساس تغطية كل الجسم من الرأس حتى القدمين تغطيه كاملة وتوجد نظارات يتم ارتدائها علي العينين لحمايتها وهذه الأدوات متوفرة لدينا بكميات كبيرة وحتى في حالة ارتداء هذه الملابس يجب عند خلعها توقي الحذر فكان شخص أمريكي حضر إلي أمريكا من ليبريا وكان حاملا للفيروس وتوفي ولكنه إصابة بالعدوى اثنين من الممرضات وذلك رغم ارتدائهم البذلة الوقائية وذلك لان الممرضة قامت بخلع القناع الخاص بالرأس من الأمام ولم تتبع التعليمات بشكل صحيح ولذلك نحو ندرب الممرضات والأطباء الذين ينقلون الحالات المرضية “رجال الإسعاف” علي كيفية ارتداء هذه الملابس وخلعها.
رصد الحالات في منازلها
* علمنا أن منذ فترة أتى شخص مصري كان قد أصيب بالفيروس فكيف تم التعامل معه؟
* * جاء بالفعل شخص مصري كان قد أصيب بالفيروس في سيراليون ولكنه قد شفي قبل العودة إلى مصر وكجراء احترازي قمنا بفحصه بأجهزة نقل الحرارة عن بعد وقد قمنا بإجراءات احترازية بوضع أجهزة الحرارة عن بعد وكارت توعية وكارت مراقبة صحية وبمجرد نزول هذا الشخص إلى المطار وعملنا انه قادم من سيراليون أعطيناه كارت ليمله عن عنوانه ومحل إقامته في مصر وأرقام التليفونات وعلمنا منه بالفعل بالحديث معه إن كان مصاباً بالفيروس ولكنه شفي وكجراء احترازي إرسالنا بياناته إلى المسئولين عن الطب الوقائي بالمحافظة التي سيقيم فيها وظللنا نتابعه في منزله حتى حصلنا على عينتين سلبيتين للتأكد من عدم وجود الفيروس في جسمه وهذا الإجراء نتخذه مع جميع الحالات التي تأتي من أفريقيا عموما وخصوصا الدول التي ينتشر فيها المرض ولحسن الحظ كل الحالات التي تأتي من أفريقيا تنزل ترانزيت في دول أخري قبل مجيئها إلي مصر مثل انجلترا أو فرنسا وهذه الدول تقوم أيضا بإجراءات مشابهة للتأكد من سلامة القادمين إليها من أفريقيا.
* هل هناك دول أخرى ظهر فيها المرض خلال الثلاث دول الإفريقية؟
* * بالفعل ظهر 20 حالة في أمريكا واسبانيا والكونغو الديمقراطية، وفي السنغال ونيجريا ولكن منظمة الصحة العالمية حذفت السنغال من قائمة الدول التي يوجد بها المرض وذلك بعد 42 يوم علي أخر حالة تم مرضية ظهورها في البلاد.
* ما هي الأعداد التي أصيبت بالفيروس بالفعل ونسبة حالات الوفيات فيها؟
* * أصيب حتى الآن بالفيروس أكثر من 9900 توفي منهم 4546 حالة أي حوالي 50% من الحالات المصابة.
العلاج
* هل هناك علاج مؤكد من الفيروس؟
* * وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية ومركز علاج المرض في أطلنطا لا يوجد علاج مؤكد ولكن لا يوجد حتى الآن اجتهادات بعضها من أمريكا وانجلترا واليابان مؤخرا أعلنت عن بعض العلاجات التي قامت بتجربتها علي بعض المرضي.
والغريب أن العلاج يمكن أعطاه لشخصين مصابين يشفي احدهما والأخر يموت فهناك علاقة بين الشفاء وقوة الجهاز المناعي للشخص، فكلما كان الشخص قوية يمكن أن يتغلب علي المرض وذلك اكتشاف المرض في الأيام الأولي من الإصابة ولذلك ننصح أي شخص عند ظهور أعراض مثل ارتفاع درجة حرارة أو القيء المتكرر أو إحساس بوجع بالجسم أن يتوجه فورا للطبيب قبل أن يصل إلى مرحلة النزيف.
ويوجد احد المجالات العلمية التي قامت بنشر دراسة علي 1500 حالة مرضية من أعمار مختلفة ومن جنس مختلف فتبين أن 60% من الإصابة بالفيروس في المرحلة السنية من 15 إلى 40 سنة ونسبة متساوية من المصابين من الرجال أو السيدات.
وكجزاءات أولية وجد أنه تم عمل محاليل وتوفير بلازما لأي حالة يشتبه في إصابتها خصوصا إذا كان عنده نزيف، فالبلازما تعوض الدم المفقود من الشخص.
ويوجد حاليا شركة كندا أرسلت فكسين يعتقد أن يمكن أن يكون وقاية من الفيروس.