* صحيح ان مستشفى اسيوط الجامعى ( القصر العينى ) الذى افتتح اواخر الثمانينات من القرن الماضى يعد اكبر صرح طبى جامعى فى مصر بصفة عامة وفى الصعيد بصفة خاصة و يتسع لخدمة اكثر من 20 مليون مواطن من الجيزة وحتى اسوان .. وصحيح ان المستشفى التعليمى واقسامه المتخصصة يحوى اجهزة ومعدات تناظر مثيلاتها من الاجهزة الطبية والمعملية بمستشفيات العالم حيث تم ضخ ملايين الجنيهات لشراء هذه المعدات والاجهزة الطبية عند افتتاحها اضافة الى ملايين الجنيهات خلال الفترة السابقة لدعمها ؟ .. لكن الذى يدعو للرثاء حقاً ان اجهزة اكبر صرح من الصروح الطبية اصبحت ” خردة ” واماكنها ليست فى العيادات الطبية او الاقسام المتخصصة بل تم ضمها الى اقسام الصيانة بالمستشفى على مدى ال25 عاماً الماضية .. حتى ان جهاز الاشعة المقطعية على سبيل المثال ـ وباعتراف المرضى ـ يتعطل بالشهور احياناً .. ويدرج اسم مرضى جراحات القلب والكبد والمخ والاعصاب والانف والاذن والحنجرة فى قوائم الانتظار احياناً لاكثر من 6 اشهر لتعطل الاجهزة .. والمثير للدهشة ان المبانى والمستحدثات الادارية وقاعات المؤتمرات تبدو فى صورتها المثالية اثناء المؤتمرات الدولية لكى تخفى وراءها الماسأة الحقيقية من تعطل الاجهزة الطبية والمستلزمات والمعدات التى تاخذ موضعها فى غرف ( الصيانة ) ولا تخرج من هناك .
* استدعى هذا مؤخرا ان يتحرك قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة الى جانب محافظة اسيوط للدعوة للملتقى الاول للحملة الخيرية بعنوان (معا لانقاذ مرضى صعيد مصر) برئاسة أ.د احمد محمد مخلوف عميد الطب و رئيس مجلس ادارة المستشفيات الجامعية ، أ.د حسن صلاح كامل نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والذى شهد مشاركة كبيرة ( كما قيل ) من اهضاء هيئة التدريس بالجامعة ومنظمات المجتمع المدنى ورجال الدين الاسلامى .. اعقب ذلك تضمين جدول اعمال مجلس جامعة اسيوط عن شهر يونيو الماضى .. تلك الحملة الخيرية والتى تهدف الى دعم المستشفيات الجامعية وتطوير الخدمة الصحية .. واعرب رئيس الجامعة وقتئذ بامكانية تحقيق ذلك الهدف بمساهمات اعضاء هيئة التدريس فى حملة ( المليون جنيه ) وذلك فى حالة مشاركة الف متبرع من اعضاء هيئة التدريس بالف جنيه لصالح الحملة .
* وفى تبرير اطلاق مثل هذه الحملات لجمع التبرعات اكد أ.د حسن صلاح انه من الاهمية القصوى ان يقوم المجتمع بواجبه تجاه الغير قادرين ، وان المستشفيات الجامعية اصبحت تعانى من ازمة حقيقية بعد ان عجزت الصناديق الخاصة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة من اجهزة وغرف عناية مركزة وانها ستتلقى التبرعات على حساب صندوق مركز الدراسات والبحوث البيئية .. ووعد بعمل منظومة دقيقة وشفافة تضمن وصول التبرعات لصالح شراء الاجهزة .
* كما اوضح أ.د احمد مخلوف بان اوجه الدعم اما عن طريق شراء اجهزة او تجهيز غرف او تمويل العجز القائم فى العمالة بتوفير وظائف جديدة ، ودعم طاقم التمريض مؤكداً بحاجة كافة التخصصات الى الدعم لاستكمال الاجهزة الطبية التى اصبحت تعانى من الضغط الشديد ، والاستهلاك المتسارع .
* وتدور علامات الاستفهام حول حيثيات فوضى اطلاق حملات التبرعات من حيث طريقة الجمع والرقابة .. ثانيا : الى اى مدى وصلت حالة الاجهزة الضخمة والمعدات والتى تناظر احدث الاجهزة العالمية .. هل الى ( مرحلة التكهن ) ؟ وهل تم ادخالها الى قسم الخردة ام قسم الصيانة و هل تم محاسبة المسئولين عن كل جهاز يدخل الى قسم الصيانة ولا يخرج ! وتحت اى نظام محاسبى و مراقبة تم التعامل مع هذه الاجهزة والمعدات وهل تم عمل مخصصات لتحديث الاجهزة ؟!