في إطار إهتمام جمعية الآثار القبطية بالدراسات القبطية منذ أن أنشئت عام ١٩٣٤، تنظم الجمعـيّة محاضرة للدكتور يوحنا نسيم يوسف – أستاذ مشارك بجامعة اللاهوت بملبورن وباحث بمركز المسيحية المبكرة بالجامعة الكاثوليكية باستراليا.
وتأتى المحاضرة تحت عـنوان: «مقدمة عن الذكصولوجيات القبطية» في الساعة الخامسة من مساء غداً الجمعة، ٣٠ يناير ٢٠١٥ ، بمقرالجمعيّة بالكنيسة البطرسيّة (قاعة الصفا) .
ويقدم لنا الدكتور يوحنا فكرة مختصرة عن هذا الموضوع بقوله: الذكصولوجيات في الكنيسة القبطية لم تحظى بإهتمام المتخصصين، ولكن يوجد بعض الدراسات القليلة في هذا المجال.
وتهدف المحاضرة لتقديم فكرة عامة وتوضيحية عن الذكصولجيات مع دراسة بعض الأمثلة.
يعقبها في الساعة السادسة محاضرة للدكتور إبراهيم ساويرس – جامعة ليدن بهولندا، بعنوان (الراوي والرائي.. أثناسيوس وباخوميوس بين النصوص المنحولة والأصيلة) ، في مخطوط صعيدي من مجموعة الحامولي (مجموعة مخطوطات ترجع للقرن التاسع – العاشر بقرية الحامول بالفيوم ، وجدها أحد الفلاحين في أرضه أثناء الحفر، واشتراها منه باحث من أمريكا وسافر بها، وهي عبارة عن 30 مجلد) منسوب للبابا أثناسيوس الرسولي، يروي الكاتب على لسانه أخبار عن وصول الأنبا باخوميوس أرشمندريت (رئيس الدير) من طيبة إلى الإسكندرية، وأن رئيس أساقفة الاسكندرية – القديس أثناسيوس، قد خرج للقائه في الميناء بصحبة رجال الإكليروس. وأثناء الصلاة كان الله ينعم على الأنبا باخوميوس برؤية عجائبية تناولها بعد ذلك القديس أثناسيوس بالتعليق والتحليل. ثم يوجه القديس أثناسيوس للأنبا باخوميوس سؤال عن الخلاص ، فيجيبه الأنبا باخوميوس برؤيا أخرى حدثت معه.
الأمر ذاته تكرر في نصوص أخرى منحولة(منسوبة خطأ) على اسم أثناسيوس. ويبدو أن هذه النصوص قد حظيت برواج ما، ونسخت أكثر من مرة في أكثر من مركز نسخ. والغالب فيها أن أثناسيوس يظهر في صورة الراوى الصديق للقديس باخوميوس في حين يظهر باخوميوس في صورة رجل الله المتعدد المواهب.
وتعرض المحاضرة فحوى هذه المخطوطات، والتي لم تنشر بعد، مسبوقة بمقدمة مختصرة عما يعرف بـ «الدورة الأدبية الأثناسيوسية»(كتابات اثناسيوس)
ثم تقارن ذلك مع السيرة المعروفة للأنبا باخوميوس، لترسم صورة عن القديسين في ذهن أقباط مصر في ذلك الزمان ، كما تحاول أنْ تجد لهذه النصوص مكانًا في الصورة المرسومة للقديس أثناسيوس في المصادر التاريخية القبطية كأسقف وراعي ومتوحد، وليس كالاهوتي ومجادل وكاتب.
سيقوم الباحث كذلك بتحليل محتوى النصوص الأصيلة (النص الكتابي للقديس) والمنحولة (المنسوبة خطأ له) وتقديم أهم نتائج دراسته عن مدى تأثر هذه النصوص ببعضها البعض، وكيف نسخ النساخ النصوص المنحولة من النصوص الأصيلة، وما كان هدفهم من ذلك، وإلى أي مدى ساهمت هذه النصوص في رسم الصورة الذهنية للشخصيتين الكبيرتين عند الأقباط حتى اليوم.