أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن تكاتف جهات الدولة المعنية المختلفة لإحياء مسار العائلة المقدسة هو طريق مصر للانطلاق للسياحة الروحية عالميًا ،وطالب بربط هذا الطريق برحلة التقديس المسيحى الشهيرة منذ القرن الرابع قبل الميلاد من أوروبا إلى الإسكندرية ومنها إلى سيناء حيث دير سانت كاترين ومنه إلى القدس وأن جزءً من هذا الطريق بشمال سيناء من رفح إلى الفرما هو بداية مسار العائلة المقدسة من سيناء إلى دلتا مصر وصحرائها ،وطالب بتطوير منطقة البهنسا بالمنيا ملتقى الأديان الثالث فى مصر بعد مصر القديمة وسانت كاترين لوجود مقابر الصحابة والأديرة والكنائس
كما طالب د. ريحان بأن تكون المنتجات التراثية المرتبطة بهذا المسار منتجات تتوافق مع طبيعته ومنها عمل نماذج لأوانى الحجاج ،التى كانت تستخدم أثناء رحلة التقديس وتملئ بالماء من بئر خاص بمنطقة أبو مينا وعليها صورة القديس مارمينا وكذلك الأيقونات والمقتنيات المرتبطة بالرحلة واستغلال أهمية دير أبو مينا بمريوط ودير سانت كاترين بسيناء، كمواقع مسجلة تراث عالمى كما استعرض دور وزارة الآثار فى الإعداد لملف تسجيل مسار العائلة المقدسة فى اليونسكو وتشكيل لجنة لتوثيق الآثار القبطية تبدأ عملها بتوثيق آثار مصر القديمة محطة انطلاق العائلة عبر نهر النيل
جاء ذلك فى ورشة العمل ” مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر التراث الثقافى ومشروعات التنمية السياحية ” والذى نظمها مركز دراسات التراث العلمى بجامعة القاهرة برئاسة الدكتور حامد عيد تحت رعاية الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة ومعالى يحيى راشد وزير السياحة بقاعة التنوير بالمكتبة المركزية لجامعة القاهرة الأربعاء 22 فبراير ،بحضور الدكتور سعيد الضو نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة للمجتمع وشئون البيئة نائبًا عن رئيس الجامعة وعمرو العزبى مستشار وزير السياحة ورئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق نائبًا عن وزير السياحة ،ولفيف من كبار العلماء ورجال الدين والوزراء السابقين وخبراء السياحة
وأشار القمص أنجيلوس جرجس شنودة كاهن كنيسة المغارة والشهيدين سرجيوس وواخس الأثرية (أبو سرجة بمصر القديمة) إلى رؤية جديدة فى مسار العائلة المقدسة بأنها عبرت فرع النيل البيلوزى من الفرما ،ثم اتجهت إلى الدلتا ومنها للصحراء بوادى النطرون ثم عادت منها إلى حصن بابليون وكان هدفها الأول حيث يوجد أقارب السيد يوسف النجار ،بهذا المكان لمساعدة العائلة المقدسة فى الرحلة وكان قديمًا موقع معبد إبن إياس من القرن الثانى قبل الميلاد حتى الثانى الميلادى وأن الإمبراطورة هيلانة منذ القرن الرابع الميلادى هى التى أعطت الأوامر لبناء الأديرة والكنائس فى المحطات التى مرت بها العائلة المقدسة وطالب بوضع لافتات إرشادية مؤقتة بمحطات مسار العائلة المقدسة وعمل مكاتب سياحية لمسار الرحلة بالكنائس الكبرى داخل وخارج مصر
ونوه فضيلة الشيخ أحمد تركى مدير عام تدريب الأئمة بوزارة الأوقاف إلى قيم التسامح فى الإسلام وأن المسلمون لم يأتوا محتلين بل جاءوا فاتحين ،وقد أعانهم أهل مصر أنفسهم على فتح مصر للخلاص من الاضطهاد فى الفترة البيزنطية وأن أهل مصر لم يدخلوا الإسلام مرة واحدة لعدم وجود إكراه على ذلك ،ولكن جاء بالتدريج بعد اقتناعهم بتسامح الدين الجديد وحرية العقيدة وحماية المقدسات لكل الأديان
وطالب عمرو العزبى مستشار وزير السياحة بتحويل الآثار الجامدة إلى آثار حية بربطها بالتراث الثقافى للمناطق المتواجدة بها وهو ما يطلق عليه التراث الشعبى ،وإشراك الأهالى فى أى تطوير بعمل ورش تعليم للأطفال وتنمية الحرف التقليدية وتحويل المنازل لأماكن استضافة حتى يأنس السائح للزيارة ويتفاعل أهل المكان عمليًا مع السياحة ،وقد تم تطبيق ذلك فى الفسطاط وأعطى أمثلة بأن السياحة الروحية ذات دلالة حضارية هامة فى العالم