احتفلت محافظة الأقصر فجر اليوم بتعامد الشمس على قدس الأقداس في معبد الكرنك .. حضر الاحتفال محافظ الأقصر طارق سعد الدين، وسط لفيف من السائحين العرب والأجانب والوفود الأفريقية والعربية، التي تزامن وجودها في الأقصر للمشاركة في المنتدى السادس للشباب العربي، الذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة.
وبينما تسابق الأجانب على تصوير الحدث، حيث تصعد الشمس رويداً رويداً لتتعامد على قدس الأقداس في مشهد غاية في الروعة، كانت فرق الفنون الشعبية تقدم عروضاً فنية موسيقية راقصة احتفالاً بالحدث.
ورأى المشاركون في الاحتفال قرص الشمس وأشعتها التي تنتشر في جميع أرجاء المعبد، وتتميز تلك الظاهرة التي تحدث يوم الانقلاب الشتوي في معبد الكرنك عن التي تحدث نفس اليوم في معبدي قصر قارون بالفيوم، ومعبد حتشبسوت في الدير البحري بالبر الغربي في الأقصر، أن ضوء الشمس ينعكس فيهما على منطقة معينة أو تماثيل محددة فقط.
وظاهرة تعامد الشمس هي ظاهرة إعلان بدء “الانقلاب الشتوي” عند القدماء المصريين، وهو الاكتشاف الذي رصده مركز البحوث الأثرية في جمعية المرشدين السياحيين في الأقصر.. وهذا اليوم هو الذي يواكب بداية فصل الشتاء فلكياً لدى سكان الجزء الشمالي للكرة الأرضية.
وقال اللواء طارق سعد الدين ، محافظ الأقصر، إنه يجب استغلال مثل هذه المناسبات الفلكية الفرعونية فى تنشيط السياحة الداخلية والخارجية، كما وجه المحافظ رسالة سلام إلى جميع السياح، ووجه أيضاً لهم الدعوة لزيارة المدينة السياحة والأثرية، مؤكداً أن مصر بصفة عامة والأقصر بصفة خاصة تنعم بالأمن والأمان وأن أبوابها مفتوحة لتضم زوارها وعشاق آثارها الفرعونية.
كما صرح سلطان عيد مدير آثار الأقصر، أن تعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون بمعابد الكرنك يتزامن مع تعامد مماثل للشمس على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت غرب الأقصر والمعروف باسم معبد الدير البحري، وذلك ضمن ثلاثة أحداث متزامنة لتعامد الشمس على ثلاثة معابد مصرية ضمن ما يسمى بـ “يوم الانقلاب الشتوي” الذي يعد إيذانًا ببدء فصل الشتاء، ويفسر علماء الفلك تلك الظاهرة الفريدة بأن محاور معبدي الكرنك والدير البحري تتجه ناحية الأفق الذي تشرق منه الشمس في يوم الانقلاب الشتوي، الأمر الذي يؤكد أن قدماء المصريين كانوا على دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض.