تعد منطقة سقارة من أهم المناطق الأثرية في مصر وهى إحدي جبانات منف القديمة وتحوي آثارا ترجع إلي عصر الدولة القديمة متمثلة في العديد من الأهرامات والمقابر حيث تقع بها المجموعة الهرمية للملك زوسر والتي تمثل عظمة الأعمال التي قام بها هذا الملك ومهندسه إيمحتب ويعتبر هذا الهرم أول بناء حجري في التاريخ بهذه الضخامة علي أيدي المصريين القدماء, وقد اكتشف عالم الآثار مينو تولي بداخله العديد من الممرات والأنفاق تحت الأرض, بالإضافة إلي أنه عثر علي حجرة الدفن والتي تحتوي علي نقوش عليها اسم الملك زوسر.
ولأهمية هذا الأثر قام د.ممدوح الدماطى وزير الآثار اليوم بزيارة ميدانية لمنطقة سقارة الأثرية وذلك لمعرفة علي ما يتعرض له هرم زوسر من مشاكل متنوعة تتمثل في تشققات فى بعض أحجار حجرة الدفن ، وكذلك ما تتعرض له بعض المصاطب الخارجية من أتربة عالقة في أحجارها، كما تابع مشروع الترميم الدقيق الجاري في الأنفاق الداخلية لحجرة الدفن .
مشددا علي إنهاء كافة الإجراءات اللازمة لاستكمال مشروع درء الخطورة عن هرم زوسر المدرج بسقارة للحفاظ عليه وصيانته من كافة ما يتعرض له من مشاكل
ويهدف هذا المشروع إلي علاج مظاهر التدهور التي يعاني منها جسم الهرم والمقبرة الجنوبية مما أدي إلي سقوط العديد من الأحجار المكونة لمصاطب الهرم الست, والشروخ بالأسقف الموجودة أسفل الهرم وانهيار أجزاء من أنفاق الملكات الموجودة أسفل بئر الدفن الخاصة بالهرم إضافة إلي تدهور النقوش الموجودة في غرفة الدفن والمقبرة الجنوبية.
ويتكون مشروع الترميم من أعمال التنظيف الأثري لمصاطب الهرم الست من الرمال والشوائب المتراكمة لتخفيف الأحمال عن جسم الهرم وإعادة تركيب الأحجار القديمة من الخارج التي تساقطت بفعل الزمن عن موضعها الأصلي واستبدال المتهالك منها بأحجار أخري من نفس مادة بناء الهرم بعد عمل جميع الاختبارات اللازمة لمعرفة مدي ملاءمة الأحجار لأحجام الهرم حتي لا تنفصل عن بقية الأحجار, و فرز وترميم الكتل الحجرية المتساقطة من واجهات الهرم وعمل الاختبارات اللازمة لها وتحديد الصالح منها وترميمه ثم إعادة استعماله لملء الفجوات والفراغات بأسطح المصاطب مع إعادة تثبيت الكتل الحجرية المخلخلة لإنقاذ الانهيارات المتكررة لها ، وتثبيت الأحجار وحشو الفواصل وتقويتها ، وترميم داخل الهرم والممرات الموجودة بالمستويات المختلفة و الغرفة الجنائزية التى تحتوى على التابوت والبئر الجنائزى الذى يوجد بعمق 28 متراً حتى بداية الغرفة وإزالة الرديم الذى كان يغطى التابوت تماماً .
ومن الجدير بالذكر ان مشروع علاج وترميم وتدعيم هرم زوسر المدرج بسقارة بدأ عام 2007 بعد الانتهاء من إعداد الدراسات العلمية والهندسية والإنشائية، التي استمرت ثلاثة أعوام ، وهو يعد أول مشروع ترميم متكامل لإنقاذ هرم زوسر المدرج «٢٦٨٧ -٢٦٦٨ ق.م» والمقبرة الجنوبية بعد انهيار أجزاء منهما وتدهور النقوش الموجودة في غرفة الدفن بالهرم.
ويعد الفرعون زوسر من أشهر ملوك الأسرة الثالثة وهو الفرعون الثاني في سلسلة فراعنة الأسرة الثالثة التي حكمت مصر فى عصر الدولة القديمة ،وترجع شهرتهإلى النهضة العامة التي شملت البلاد في حكمه الذي تراوح ما بين 19 -29 سنة حيث قام باستخراج النحاس و التركواز من سيناء وأستعمل هذه الثروة الكبيرة في القيام بأعمال إنشائية ضخمة.تميز حكمه بإنشاء التقويم المصري، بواسطة كهنة رع في هليوبوليس .