تصاعدت أزمة الفساد داخل الاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا”، بعد اعلان الأمم المتحدة أنها تعيد النظر فى شركاتها مع “فيفا” بسبب ما كشفت عنه التحقيقات الأخيرة بشأن تورط عدد من القيادات البارزة فيه فى عمليات غسيل أموال وشبهات فساد، ومنح بطولتى كاس العالم 2018 و 2022 بشكل يشوبه فساد.
وأعلن المتحدث بأسم الامم المتحدة ستيفان دوياريتش أن المنظمة الدولية تعيد النظر في شراكتها مع “فيفا”، مؤكداً أن الأمم المتحدة تنظر عن قرب في الشراكات الموجودة مع الفيفا.
وتتصاعد الأحداث عشية الاجتماع السنوى لرؤساء الاتحادات لكرة القدم، وكذلك أنتخاب رئيس جديد للأتحاد الدولى، وسط منافسة بين سيب بلاتر الرئيس الحالى، والأمير على بن الحسين، إلى جانب أتخاذ قرار بشأن عضوية إسرائيل في الاتحاد.
وأهتمت وسائل الاعلام العالمية بفضيحة الاتحاد الدولى لكرة القدم، بعد أتهام محققون أمريكون مسؤولين في “الفيفا” بالابتزاز والتزوير وغسل الأموال لعشرات الملايين من الدولارات على مدار 24 عاماً ، مما أدى إلى “إفساد كرة القدم”.، وقال المحققون : إنهم اكتشفوا عشرات من عمليات التلاعب، من بينها منح تنظيم نهائيات كأس العالم 2010 لجنوب أفريقيا، كما وجهت التهم لـ 11 شخصاً ، اعتقل 7 منهم في مدينة زيوريخ السويسرية الأربعاء، بينما سلم نائب رئيس فيفا السابق، جاك ورنر نفسه للشرطة في بلده ترينيداد وتوباجو.
وقالت لوريتا لينش، المدعية العامة الأمريكية : في معرض سردها تفاصيل القضية التي تحقق فيها واشنطن، وبعض المسؤولين التنفيذيين في الفيفا استغلوا مواقعهم لاستجداء الرشاوى، فعلوا ذلك مراراً وتكراراً ، وسنة بعد سنة، وبطولة بعد بطولة، لقد أفسدوا مهنة كرة القدم العالمية لخدمة مصالحهم وإثراء أنفسهم.”
وجاءت الخطوة الأمريكية بعد ساعات قليلة من القاء الشرطة السويسرية القبض على ستة من مسؤولي “فيفا” في فندق في زيورخ، بسويسرا، بسبب تهم بالفساد، واحتجز المشتبه بهم – الذين قيل إن من بينهم نائب رئيس الفيفا، انتظاراً لترحيلهم إلى الولايات المتحدة.
من جانبه عبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ” يويفا” عن رغبته في تأجيل انتخابات رئاسة “الفيفا”، محذراً من أن التصويت قد يصبح “مهزلة”. بينما دعا الاتحاد الأسيوي لكرة القدم إلى دعم سيب بلاتر رئيساً للفيفا لفترة جديدة، والتأكيد على أن الأمير على بن الحسين لم يتشاور مع أعضاء الاتحاد الأسيوي فى مسالة ترشحه فى انتخابات الاتحاد الدولى، فى الوقت الذى أعلن الاتحاد الاوربي لكرة القدم عن دعمه للأمير على بن الحسين، والتأكيد على انه رجل المرحلة، وأن كرة القدم تلطخت سمعتها فى عهد بلاتر.
الأمر لم يتوقف على ردود أفعال الأوساط الرياضية، حيث أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه لسيب بلاتر، متهماً الولايات المتحدة بالعمل على منع إعادة انتخابه، معتبراً أن واشنطن تتدخل في شؤون تقع قانونياً خارج حدودها بفتح تحقيق جنائي في اتهامات بالفساد داخل الفيفا.
كذلك أصدرت عدد من الشركات الراعية للاتحاد الدولى بيانات تستنكر فيه سمعة الفيفا، وشبهات الفساد التى تدور حولها التحقيقات فى سويسرا والولايات المتحدة حاليا، وأعلنت شركتى “فيزا”، “كوكاكولا” أبرز رعاة الفيفا إلى مراجعة العقود الموقعة مع الاتحاد الدولى بعد تضررهما من واقعة الفساد التى لحقت بالفيفا مؤخراً.