تم تفعيل أول كرسي أستاذية هندي في مصر في جامعة عين شمس، وذلك بوصول البروفيسور الهندي د. نايدو سوباراو. وسيكون كرسي الأستاذية الهندي في كلية تكنولوجيا المعلومات والحاسبات. وستكون مدة كرسي الأستاذية الهندي لمدة فصل دراسي واحد في المرة الواحدة على مدى ثلاثة أعوام، وسوف يتم تجديد المدة بناء على اتفاق الجانبين.
وكان قد تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين جامعة عين شمس والمجلس الهندي للعلاقات الثقافية لإنشاء كرسي أستاذية هندي في مارس 2016، وتم تفعيل الاتفاق في سبتمبر 2016.
ومع بدء تفعيل أول كرسي أستاذية هندي في جامعة عين شمس- وهو الكرسي الأول في مصر والمنطقة العربية ككل- أوضح سفير الهند بالقاهرة سانجاي باتاتشاريا إنه على الرغم من الروابط الحضارية الممتدة بين الهند ومصر، إلا أن التبادل بين البلدين في الوقت المعاصر، وخاصة في المجال الأكاديمي، كان محدودًا. ومن هنا، فإن رؤية المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بالعمل على بناء روابط قوية تجمع بين شعبي البلدين ساهمت في فتح نافذة لتفعيل تلك التبادلات.
وتابع: “عندما عرضنا إرساء أول كرسي أستاذية هندي في مصر في جامعة عين شمس و توفير أحد أبرز علمائنا لبناء أساس لشراكة جديدة، فقد رحبت القيادة الواعية المتحمسة في الجامعة على الفور ووفرت البيئة المناسبة لتحويل هذا الأمر إلى واقع على الأرض. ومن ثم، يمكن القول إننا نشهد عصرا جديدا من التعاون الأكاديمي.وسوف نعمل على الإرتقاء بعملية التبادل بين الكليات والطلاب وكذلك في مجالات الأبحاث والمناهج وغيرها، وذلك بهدف بناء جسور جديدة تربط بين مجتمعاتنا البازغة و توفير فرص جديدة لشبابنا.”
بينما أعرب رئيس جامعة عين شمس أ.د. عبد الوهاب عزت عن ترحيبه بإنشاء الكرسي قائلًا: “يُشرفنا أن نعلن أننا قد وقعنا على مذكرة تفاهم بين المجلس الهندي للعلاقات الثقافية وجامعة عين شمس حول إنشاء كرسي للدراسات الهندية. وفي ضوء هذا الاتفاق، فقد رحبنا بالدكتور نايدو سوباراو ليقوم بتدريس مادة المعلوماتية الحيوية للطلاب في المرحلة الجامعية وكذلك مرحلة الدراسات العليا في كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس. إننا سعداء للغاية أننا سوف نستفيد من الخبرة الطويلة التي يتمتع بها البروفيسور الهندي في هذا المجال العلمي النادر. كما نود أن توجه بالشكر لسفارة الهند بالقاهرة للتعاون الناجح مع جامعة عين شمس، ونتمنى أن نتعاون بصورة أكبر مع الهند في العديد من المجالات في المستقبل.”
وسوف يفتح تدريس مادة المعلوماتية الحيوية في جامعة عين شمس مساحة واسعة للبحث في هذا المجال. وهناك توقعات بأن يساهم مجال المعلوماتية الحيوية في اكتشاف أدوية. ويتناول المنهج التعليمي في هذه المادة المسائل التي يتم مواجهتها خلال اكتشاف وتطوير الأدوية. وتشمل موضوعات المنهج عملية إكتشاف الأدوية، وأهم العناصر وأصولها والمبادئ العلمية وراء خصائص الأدوية وملامح ومعلومات عن المنتج المستهدف، واكتشاف العلاج المناسب للأمراض، ومصادر الجزيئات الشبيهة للأدوية؛ ومسائل أخرى مثل عمليات المقايسات والفرز؛ وعلم الكيمياء الطبية؛ وعلم العقاقير؛ وعلم السموم والتجارب السريرية.
ومن جانبه، قال د. سوابارو: “الكلية جيدة للغاية، والجميع رحب بي لدى وصولي. وقد قام عميد كلية الحاسبات والمعلومات البروفيسور محمد رشدي بتقديمي للزملاء خلال اجتماع الكلية بالأمس. وناقشت مع البعض أبحاث علمية ذات اهتمام متبادل. ويبدو أن البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات في الكلية جيدة للغاية، وإنني أشعر بالراحة في ظل البيئة الأكاديمية المتاحة في الكلية. إنها فرصة عظيمة أن أقوم بالتدريس للطلاب المصريين المهتمين بعلم الأحياء الحاسوبي والمعلوماتية الحيوية، وإنني أتطلع للتواصل مع الطلاب للتعرف على مستواهم الأكاديمي في مجال تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية.
لقد حصل د. نايدو سوباراو على درجة الدكتوراه من المعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور، وحصل على درجة جواهرلال نهرو للزمالة بعد الدكتوراه من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة البريطانية. وعمل نايدو في معهد بوس في كلكتا، وشغل منصب أستاذ مشارك في كلية الحوسبة والعلوم التكاملية بجامعة جواهرلال نهرو في نيودلهي. ويقوم د. سوباراو بتدريس علم الأحياء الهيكلي الحاسوبي، وتصميم الأدوية بمساعدة الكمبيوتر والمعلوماتية الكيميائية بالإضافة إلى قيامه بالتدريس للطلاب في مرحلة الدراسات العليا وطلاب درجة الدكتوراه. وفي ظل التقدم التكنولوجي في الهند والطلب المتزايد على هذا الفرع من المعرفة في مصر، فقد وضع د. سوباراو اللمسات الأخيرة على المنهج الدراسي بالتشاور مع جامعة عين شمس لتلبية المتطلبات المحلية وإطلاع الطلاب على التقدم التكنولوجي الذي أحرزته الهند.
ومن الجدير بالذكر أن جامعة عين شمس تعد واحدة من منارات التعليم عالي الجودة في مصر، ومركز علمياً هاما بالنسبة القيادة السياسية. وتعتبر جامعة عين شمس هي ثالث أكبر جامعة مصرية، حيث تأسست في يوليو 1950. و تلعب جامعة عين شمس دوراً ريادياً في إرساء قيم ثقافية، وغرس روح البحث العلمي، وإثراء المعرفة الإنسانية. وتمتلك جامعة عين شمس- تلك المؤسسة التعليمية المرموقة- 15 كلية في أفرع الآداب والعلوم والإدارة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى معهدين من المعاهد العليا في التمريض والطب، وملحق بجامعة عين شمس مستشفى متخصصة، وهي مستشفى عين شمس التخصصي. ومؤخرًا، بدأت جامعة عين شمس في تدريس لغة الهندي والإستعانة بالأبجدية الديفنجارية في كلية اللغات التابعة للجامعة.