ارتفاع حرارة الجو نتيجة تلازم ” النينو ” مع ظاهرة الاحتباس
ما نشهده حاليا حالة ” تطرف حرارى ”
قال د . وفيق نصير استشارى الهندسة البيئية و عضو البرلمان العالمى للبيئة إنه حين يفقد المصريون حياتهم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بحدوث حالات وفاة فالأمر يصبح مفزعاً للغاية بما يدق ناقوس الخطر بأن هناك عوامل تسببت فى ازدياد درجات الحرارة .
أرجع د . نصير ارتفاع درجات الحرارة الى حدوث ظاهرة طبيعية تسمى ” النينو ” تحدث ربما من 10 الى 15 سنة و عليها ترتفع درجات الحرارة فى المحيط الهادى و تنتقل الى افريقيا و امريكا و اوربا , و لعل الاختلال الذى حدث هذا العام نتيجة تلازم ظاهرة ” النينو ” مع ظاهرة الاحتباس الحرارى كنتيجة لعوامل بشرية تتسبب فى حدوث تلك الظاهرة غير الطبيعية و هى بالفعل تعد ظاهرة ” كارثية ” بفعل الانسان يعانى منها كوكب الارض باكمله حيث ان دول العالم تعانى من ارتفاع درجات الحرارة كنتيجة لازدياد الغازات الكربونية و النيتروجينية وغيرها مما يسبب ارتفاع درجة الحرارة كما نشهدها حاليا .
وأضاف: بالفعل تعد ظاهرة ” النينو ” المتسببة فى ارتفاع درجة الحرارة و لكونها لم تتكرر سوى كل 15 سنة نجدها حدثت عام 1997 – 1998 و من قبل ذلك فى عام 1983 و كانت بالطبع اخف وطأة مما نشهده حاليا و السبب كما ذكرنا تزامن حدوث ” النينو ” مع الاحتباس الحرارى و من هنا كان صيف 2015 أحر عن الاعوام السابقة يمر على مصر ليس فقط فى ارتفاع درجة الحرارة و انما فى تسجيل اعلى معدلات التأثير الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة باحداث درجة عالية من الرطوبة و حدوث خلل فى انتقال الهواء , و هو ما اعتبرناه ان هذا الصيف لم يمر على مصر قبل ذلك .
كما استطرد د . نصير حديثه ان هناك سيناريوهين لاى مدى ستستمر موجة الحر من عدمه و الاول ان درجات الحرارة تظل مستمرة حتى اثناء فترة الشتاء اى تأخذ ظاهرة ” النينو ” وقت طويل تغطى السنة باكملها الى فصل الصيف القادم و من ثم لم نشهد فصل شتاء قارس على الاطلاق لتصبح فيه درجات الحرارة معتدلة للغاية بما يعنى استمرار ظاهرة ” النينو “
أما السيناريو الثانى امكانية حدوث ظاهرة ” النينا ” و هى تعنى انخفاض فى درجات الحرارة , و هى بالفعل ظاهرة سبق حدوثها داخل مصر خلال فترات سابقة اثناء موسم الشتاء و تحديدا فى شهر ديسمبر قبل الماضى حينما لاحظ ظهور ثلج داخل بعض المناطق بما تعد ظاهرة غريبة على طبيعة مجتمعنا , و هنا نحن امام مسارين اما استمرار ” النينو ” على مدار السنة أو حدوث ” النينا ” كى توقف حدة موجة الحر التى نشهدها .
و على ايه حال يمكننا استقراء المشهد ما اذا كانت ستستمر ظاهرة ” النينو ” أم ستنتهى بحدوث ” النينا ” بكون اعلى درجات الحرارة بصفة عامة داخل مصر تصبح فى شهرى اغسطس و سبتمبر لتبدأ فى الانخفاض بعض الشىء فى شهر اكتوبر . و الرأى الاخر يتوقع توقف ” النينو ” لتبدأ ” النينا ” مع بداية شهر نوفمبر لنجد فى شهرى ديسمبر و يناير ظهور ثلج , و هو امر يسمى ” التطرف الحرارى ” بما يعنى ان ارتفاع درجات الحرارة فى منطقة ما يقابلها فى منطقة اخرى فى ذات الوقت ظهر ثلج أى حدوث موجة حر شديدة داخل مصر لنجد اختلاف الحالة مثلا فى سيبريا و بعض دول اوربا بوجود ثلج وهو ما يسمى ب ” التطرف الحرارى ” و هذا الاختلال بالنسبة لمصر يعنى اننا مقبلين على شهر أكتوبر يمكننا التنبؤ هل ستستمر ” النينو ” بحيث ان الشتاء يصبح معتدلا أم تظهر ” النينا ” لنجد شتاء قارس يصحبه ثلج فى بعض الاماكن.
كما أوضح ان هناك العديد من الدول عانت من ارتفاع درجات الحرارة و ليس مصر فقط و انما اوربا ايضا و خاصة على سواحل البحر المتوسط و الحال نفسه فى سيبريا فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة فى امريكا و كاليفورنيا و وصول الامر الى تبخر مياه الامطار بما تسبب فى حدوث أزمة لديهم الامر الذى دفعهم الى القاء كرات سوداء بلاستيك فى المياه حتى تمتص الحرارة تفاديا لتبخر المياه , الى جانب ما يحدث فى فلوريدا اى داخل الجزء الجنوبى من امريكا حيث بدأ التفكير فى سبل الحفاظ على المياه بخوفهم من ندرة المياه . و لعل الحال يختلف كلية داخل منطقة شمال اوربا حيث انخفاض درجة الحرارة و ظهور ثلج .
كما أكد د . نصير ان الانسان متسبب بشكل رئيسى فى ان يجعل كونه مهدد بهذه الصورة , واصفا ظاهرة الاحتباس الحرارى بكونها ” هاند ميد ” منذ 150 سنة اى منذ الثورة الصناعية ليحدث خلل فى الكرة الارضية لم يحدث على مدار تاريخها اى من حوالى 4,5 مليار سنة بما يضع خطوط حمراء لما نحن متجهين اليه بما يدفعنا للانتباه و نصحح المسار بأسرع وقت . ففى نهاية القرن التاسع عشر و القرن العشرين ظهر اختلال في مكونات الغلاف الجوي نتيجة النشاطات الإنسانية منها تقدم الصناعة و وسائل المواصلات , و منذ الثورة الصناعية و حتى الآن و نتيجة لإعتمادها على الوقود الاحفوري ( فحم ، بترول ، غاز طبيعي ) كمصدر أساسي و رئيسي للطاقة و استخدام غازات الكلوروفلوروكاربون في الصناعات بشكل كبير هذا ساعد على زيادة الدفء لسطح الكرة الأرضية و حدوث ما يسمى بـ ” ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة زيادة الغازات الدفيئة و التى تلعب دور فى ان تمتص الأرض الطاقة المنبعثة من الإشعاعات الشمسية لتعكس جزء من هذه الإشعاعات إلى الفضاء الخارجي و جزء من هذه الطاقة أو الإشعاعات يمتص من خلال بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي و هو ما يعمل على تدفئة سطح الأرض للمستوى الذي تجعل الحياة ممكنة لديه ايضا تقوم هذه الغازات الطبيعية على امتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض و تحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة .