تحت عنوان “النساء والمجال العام: رؤية إسلامية معاصرة” يطلق مركز نون لقضايا المرأة والأسرة أول تجمع عربي للمهتمين والباحثين في مجال قضايا المرأة من منظور إسلامي بأسم “شبكة شقائق”، وذلك في الفترة من 27 إلى 29 إبريل الجاري بمدينة الإسكندرية.
و”شبكة شقائق” هي تجمع إقليمي يسعى إلى إنتاج المعرفة في مجال “النسوية” من منظور إسلامي وتبادل هذه المعرفة بين جمهور الباحثين والمهتمين بهذا المجال، وتبادل الخبرات ودعم مبادرات النشطاء والعاملين في مجال قضايا المرأة لتحقيق الربط بين الجانبين المعرفي والحركي بما يضمن إنصاف وتمكين ومساواة المرأة.
وتأتي “شقائق” – التي يطلقها المركز عبر المؤتمر بالتعاون مع كل من مكتبة الإسكندرية والمعهد السويدي بالإسكندرية – تلبية للحاجة الماسة لكيان يضم العاملين والمهتمين بما عرف منذ ما يقرب من ثلاثة عقود بـ”النسوية الإسلامية” وهو مفهوم يعبر عن تيار النساء المسلمات التي تحاول الموائمة بين قيم وتعاليم الإسلام كدين سماوي وعلى رأسها العدل والإنصاف والمساواة، وبين النسوية كحركة نضالية وتيار حقوقي يسعى لتمكين المرأة واستعادة حقوقها.
وعلى مر هذه العقود سعى الكثير من المهتمين بقضايا المرأة في الوطن العربي إلى تحقيق هذه الموائمة سواء كانوا باحثين أو عاملين ونشطاء بالمجتمع المدني؛ خاصة وأن الثقافة العربية طوال الوقت تخلط بين ما هو من أصل الدين وما هو عادات وتقاليد تتنافى في بعضها مع قيم وتعاليم الدين الإسلامي حتى وصل هذا الخلط إلى الخطاب الديني.
ولهذا تسعى “شقائق” لأن تكون منصة التقاء تنظم جهود الفاعلين في النسوية الإسلامية سواء كانوا من الباحثين أو العاملين في المجتمع المدني، على نحو يحقق التواصل بينهم، ويسمح بتبادل الأفكار والخبرات، ودعم المبادرات، لذلك تضم الشبكة في عضويتها عددا من الباحثات الأكاديميات والباحثين، والناشطين والناشطات الفاعلات على مستوى الوطن العربي يلتقون في مؤتمر “النساء والمجال العام”الذي يعتبر الملتقى الأول لهم.
و”شبكة شقائق” هي تفعيل لإعلان الإسكندرية لحقوق المرأة في الإسلام والذي أصدرته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأهلية كنتاج لنقاشات استمرت لعامين – 2012 و 2013 – في رحاب الأزهر الشريف.
ويعرض المؤتمر عدة أبحاث وأوراق عمل أنتجتها الباحثات والناشطات المشاركات في شبكة “شقائق” لتناقش خلال جلسات تستمر على مدار ثلاثة أيام وبحضور ممثلين عن كل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة والوكالة السويسرية للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدانماركي المصري للحوار؛ للاستفادة من الخبرات والتجارب الغربية، بالإضافة إلى عدد من علماء الأزهر الشريف.