جمعت ما بين ضفتي حياة صاحب النيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط وشيخ شيوخ المطارنة والكرازة المرقسية حبرية 7 من آبائنا البطاركة في تاريخ الكرازة المرقسية.. ولد نيافة أنبا ميخآئيل في حبرية قداسة البابا كيرلس الخامس البابا 112 من بابوات الإسكندرية.. ولبس اسكيم الرهبنة في حبرية قداسة البابا يوأنس الـتاسع عشر البابا الـ113, في عداد البطاركة.. وعاصر حياة البابا مكاريوس الثالث البابا الـ114.. ويعد نيافته باكورة سيامات حبرية الأنبا يوساب الثاني البابا الـ115.. واستقي في شبابه الغض بأبوة روحية ذات طابع خاص جمعته بقداسة البابا كيرلس السادس البابا 116… كما عاصرت سنو حبريته قداسة البابا شنودة الثالث الـ117 وقداسة البابا تواضروس الثاني الـ118 أطال الله حياته سنين عديدة.. دفعنا ارتحال أبينا الجليل إلي أن نستجمع قطوفاً للقاءات نيافته والتي شهد بها الروح القدس خلال حبرية بعض آبائنا البطاركة ضمن الألبوم الخاص بذكريات نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط والذي كان قد قام بإهداء صوره وذكرياته إلي أبناء خدام دير العذراء بجبل أسيوط والذين قاموا بإعداده في مناسبة عيد سيامة نيافته 25 أغسطس 2011م.
* مع البابا تواضروس الثاني
عدة سطور كانت ختاماً لما سجله نيافة الحبر الجليل أنبا ميخائيل أملاها تليفونياً قبل موعد سفره للعلاج بالخارج بقرابة أسبوعين وسجلتها صحيفة وطني في قلب صفحتها الأولي الأحد 2013/11/30 كانت تهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني بعيد تجليسه كتب فيها أنبا ميخائيل.. ”مطران أسيوط.. يهنئ قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعيد جلوسه علي كرسي القديس مرقس الرسول سائلين المسيح إلهنا أن يحفظه لكنيستنا الجامعة الرسولية أباً وديعاً وقائداً حكيماً.”
وحقيقة الأمر كانت لقاءات قداسة البابا تواضروس بنيافة أبينا الطوباوي أنبا ميخائيل تتسم بطابع عدم الترتيب المسبق، رتبتها العناية الإلهية لعدم دخولها ضمن جدول ترتيب زيارات كلا الأبوين المكرمين.. إذ جمعهما بالإضافة إلي عدة اتصالات تليفونية لقاءان هامان:
الأول في ظهر الخميس 7 فبراير 2013 إذ تقرر أن يفتتح قداسة البابا تواضروس الثاني المؤتمر الدولي السادس لمؤسسة القديس مرقس الرسول للدراسات التاريخية والذي جاء مكان انعقاده بدير العذراء المحرق العامر بالقوصية.. وكان ذلك في أولي رحلات قداسته خارج مقره بالقاهرة وجاءت مناسبة افتتاح المؤتمر الدولي بأحد أديرة الصعيد لتؤكد الترتيب الإلهي للموعد..
فإنه بحسب التقليد الرسمي لمثل هذه المؤتمرات فقد وجهت دعاوي بالحضور لمطرانية أسيوط وبناء عليه حضر الجلسة الافتتاحية بعض الآباء من كهنة المطرانية حيث أفصح قداسة البابا تواضروس الثاني عن رغبته في زيارة نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط بمقره بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بعيداً عن الترتيبات الرسمية لجدول رحلته.
وفي قرابة الساعة 1.15 ظهر الخميس استقل قداسته سيارة عادية يرافقه فقط نيافة الأنبا توماس - أسقف القوصية حتي مشارف مدينة أسيوط وعندها استقل سيارة أخري لأحد آباء كهنة مطرانية أسيوط حيث دخل المقر من بابه الجانبي قرابة الـ2.30 ظهرا.. وقد حظي هذا اللقاء بمنزله خاصة لدي قداسة البابا حتي إنه روى تفاصيله والذي استمر قرابة الساعتين خلال كلمة قداسته الوداعية بقداس جنازة نيافة الأنبا ميخائيل المتنيح.. قال قداسته: لا أنسي هذا اللقاء الدافئ الذي جمعني بنيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط.
وكان قداسته خلال اللقاء قد تلقي من نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط هدايا تذكارية لقداسته: الصليب الخشبي الذي كان يحمله نيافته.. وتمثال الرب الراعي وأيضا صليبا ذهبيا داخل علبة قطيفة حمراء كان قد أهداه قداسة البابا يوساب الثاني لإبنه نيافة الأنبا ميخائيل هدية لنيافته بمناسبة رسامته مطرانا لكرسي إيبارشية أسيوط.
واللقاء الثاني رتبته أيضا العناية الإلهية أثناء رحلة سفر نيافة أنبا ميخائيل للعلاج بألمانيا حيث تزامنت مع وصول قداسة البابا تواضروس الثاني إلي فرانكفورت خلال رحلته الرعوية بألمانيا.. إن كان من المقرر وفقا لجدول أعمال قداسة البابا أن يختار ما بين أن يذهب أولا لدير الأنبا أنطونيوس فور نزوله بمدينة فرانكفورت أو زيارة كنيسة القديس مرقس الرسول.. فاختار أن يزور نيافة أنبا ميخائيل حيث كان يرقد بسرير الإفاقة بعد إجراء عملية منظار استكشافي للورم السرطاني بالمثانة.. وقد وصل قداسته إلي غرفة العناية المركزة إذ كان نيافة أنبا ميخائيل لا يزال تحت تأثير البنج فما كان من قداسة البابا إلا أن يرفع صلاة أوشية المرضي.. فسمع صوت نيافة أنبا ميخائيل يقول شكرا ليه تعبت نفسك؟!!.
* مع البابا شنودة
ترجع بدايات اللقاءات التي جمعت ما بين نيافة أنبا ميخائيل وقداسة المتنيح البابا شنودة الثالث بحسب ترتيب صور الذكريات بالألبوم الخاص لنيافة الأنبا ميخائيل والذي أصدره خدام دير العذراء..
ترجع إلي 30 سبتمبر 1962 خلال استقبالات حفل رسامة قداسة البابا شنودة أسقفاً للتعليم ونيافة أنبا صموئيل أسقفا للخدمات..
وفي عام 1968 يسجل الألبوم صورة لزيارة الأنبا شنودة أسقف التعليم بدير العذراء بجبل أسيوط حيث التف حوله شباب المطرانية.
وفي 1969/12/21 التقطت صورة نادرة جمعت لقاء بين نيافة أنبا ميخائيل والأنبا شنودة أسقف التعليم عند مدخل هيكل الكنيسة المرقسية بالقاهرة وذلك في يوم رسامة الأنبا أندراوس أسقف كفر الشيخ المتنيح.. يظهر فيها أيضاً نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي والذي كان يتمتع بمكانه خاصة جدا لدي نيافته إلي جانب المتنيح الأنبا ثاؤفيلس أسقف دير السريان.
وفي سبتمبر عام 1972 قام المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة تاريخية لإيبارشية أسيوط استمرت لدقائق.. حيث استقبل بكاتدرائية رئيس الملائكة استقبالاً كنسياً وشعبياً احتشد فيه الآلاف للترحيب به واستقبله نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط وقد رفع قداسة البابا صلاة الشكر ثم ودع مستقبليه.. إذ سبقت هذه الزيارة رسامة قداسة البابا شنودة بطريركا للكرازة المرقسية في 14 نوفمبر 1971 عندها قام نيافة الأنبا ميخائيل بقراءة تزكية اختيار البطريرك.
وفي 10 مايو 1973 رافق نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط قداسة البابا شنودة الثالث في رحلته إلي الفاتيكان لإستلام رفات حامي الإيمان البابا أثناسيوس الرسولي ضمن الوفد الذي شكلته الكنيسة لإحضار جزء من الرفات المقدسة.. وبعد انتهاء فترة التحفظ وعودة قداسة البابا شنودة الثالث إلي كرسيه عام 1985 استقل نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط سيارته عقب صلاة قداس عيد الغطاس المجيد إلي الكاتدرائية المرقسية لتهنئة قداسته بالعودة إلي كرسيه وعاد مباشرة إلي أسيوط.
يحتفظ ألبوم ذكريات نيافة أنبا ميخائيل بعدد من الصور للقائه بقداسة البابا شنودة الثالث في 23 يوليو 2007 وذلك بأنه عندما وصل إلي علم قداسة البابا شنودة الثالث بوصول نيافة أنبا ميخائيل إلي مستشفي الحياة بالقاهرة لمتابعة بعض الفحوص الطبية ذهب قداسته للزيارة حيث إلتف حوله أبناء أسيوط واصطحبوه إلي غرفة نيافة أنبا ميخائيل للاطمئنان عليه حيث بادره نيافته بالقول نحن قد أصبحنا في حضرة قداسة البابا نستمع إليه ونستمتع بحديثه وقد لقب هذا اللقاء في حينه بلقاء القمة أو لقاء السحاب إذ جاء بعد قرابة 25 عاماً من آخر لقاء جمع بينهما.
* مع البابا كيرلس السادس
حملت معظم هذه اللقاءات الطابع الأبوي الروحي الخاص وتعددت طوال مدة حبرية قداسة البابا كيرلس السادس.
ففي 1959/11/23 وضع قداسة البابا كيرلس حجر الأساس لتعمير دير مارمينا في مريوط وفي شهر يونية ذهب لزيارة الدير يرافقه نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط والأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وقدم نيافة الأنبا ميخائيل كلمة تاريخية رائعة عن الشهيد مارمينا ومنطقة كينج مريوط بناء علي طلب من قداسة البابا كيرلس السادس رافقه أيضاً في نوفمبر 1960 خلال رحلة تفقده لأعمال البناء بالدير.
شارك نيافة أنبا ميخائيل في احتفالات رسامات العديد من الآباء الأساقفة في حبرية قداسة البابا كيرلس السادس ففي 18 أغسطس 1960 زار قداسة البابا كيرلس دير العذراء بجبل أسيوط.. وظهر في بعض الصور يتوسط بعض الزائرين للدير من شعب المطرانية.. وقد شارك نيافة الأنبا ميخائيل في 7 أغسطس 1960 بصفته رئيس لدير الأنبا مقار قداسة البابا كيرلس السادس في رسامة أنبا مينا مطران جرجا.
وقد جعلت العلاقة الوطيدة ما بين نيافة أنبا ميخائيل وقداسة البابا كيرلس السادس أن يكون رفيقاً لسفريات قداسته فكان ضمن الوفد الرسمي الذي رافق جسد القديس مرقس الرسول في رحلة عودته من روما إلي القاهرة عام 1968 وفي رحلاته إلي الفاتيكان 1973 ولندن 1979، كما عهد قداسة البابا لنيافته بالإشراف علي بناء الكاتدرائية المرقسية الأنبا رويس بالقاهرة حيث أقام نيافته متفرغاً بالقاهرة للإشراف علي عملية البناء.
وكان قداسة البابا كيرلس السادس قد أصدر قرارا في يناير 1960 يحتم عودة جميع الرهبان إلي أديرتهم وقد ساهم نيافة أنبا ميخائيل من خلال علاقته الخاصة بقداسة البابا في إلحاق القمص متي المسكين ومجموعته الرهبانية إلي دير القديس الأنبا مقار.
* مع البابا يوساب الثاني
نيافة أنبا ميخائيل بحسب شهادة ميلاده أنه ولد في قرية الرحمانية بنجع حمادي سنة 1920 وتسمي متياس تيمناً براهب أنطوني فاضل كان يتعبد في جبل سدمنت وترهب بتزكية من نيافة الأنبا يوساب الثاني – مطران جرجا وقتئذ – في دير القديس مكاريوس عام 1939 ورسم قساً سنة 1940 وعين وكيلا لأوقاف الدير بالقاهرة وارتبط بصداقة قوية مع الأنبا يوساب مطران جرجا ونظرا لشخصية الأنبا يوساب الوقورة ولمكانته المرموقة بين أعضاء المجمع المقدس فقد عينه البابا يوأنس التاسع عشر نائباً بابوياً، وأجمع المجلس الملي العام والمجمع المقدس علي اختياره قائماً مقام البطريرك بعد نياحة البطريرك في 21 يوليو 1942 إلي أن يكون للكنيسة رئيس جديد.
وأثناء وجود الأنبا يوساب في النيابة البطريركية حيث رشحه كثيرون من وجهاء الأمة ورجال الإكليروس اصطحب إليه أبونا الراهب متياس المقاري الذي جاء إلي المقر البابوي بالقاهرة حيث قام بمجهود عظيم لجمع الأصوات لصالح الأنبا يوساب. بينما زكي آخرون الأنبا مكاريوس مطران أسيوط للكرسي المرقسي والذي نال أكثرية الأصوات ورسم بطريركاً بإسم الأنبا مكاريوس الثالث في 13 فبراير 1944، واشترك الأنبا يوساب في تنصيب البطريرك الجديد وبعد تناول الأسرار المقدسة من يده عاد للتو إلي مقره في جرجا وعاد أبونا متياس المقاري إلي ديره.
لم تطل أيام البابا مكاريوس علي كرسي البطريركية أكثر من سنة ونصف وتنيح في 31 أغسطس 1945 وعند ذلك قام أنصار الأنبا يوساب بترشيحه للمرة الثانية للمنصب البطريركي وحيث قام أبونا القس متياس المقاري بدور مهم بالجلوس إلي الآباء المطارنة والأساقفة الذين وجدوا فيه حكمة الشيوخ رغم حداثة سنه لجمع وجهات النظر لترشيح الأنبا يوساب للكرسي المرقسي.. وفاز الأنبا يوساب بأغلبية ساحقة ونصب بطريركا في 26 مايو 1946 بإسم البابا يوساب الثاني بالكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية، واشترك في تجليسه أحبار الكنيسة ورجال الدولة ووجهاء البلاد.
وعند ظهور نتيجة الانتخابات البطريركية كان الأنبا يوساب موجوداً بمقره بجرجا فأسرع بالسفر حيث استقبلته الجماهير بمحطة القاهرة بالهتاف المتواصل، وفي يوم تتويجه أعلن عن برنامج إصلاحي خاص وتعهد بأنه سيحافظ علي وحدة الأمة وتوثيق العلاقة بالكنيستين القبطية والإثيوبية وينهض بالإكليروس ويرفع مستوي الرهبنة.. ولما كان الراهب متياس المقاري قد ساهم بقسط وافر في ترشح الأنبا يوساب للكرسي البطريركي ولما فاز بالمنصب جعله سكرتيراً خاصاً له وبعد شهور قلائل – وإذ كان كرسي مطرانية أسيوط لا يزال شاغرا – قام قداسته برسامة أبونا متياس المقاري مطراناً علي أسيوط في 25 أغسطس 1946 ثم عاد وعهد إليه برئاسة دير أبي مقار ببرية شهيت.
وكان لدي الأنبا يوساب كما يسجل تاريخ الكنيسة خادم يحتفظ به منذ رسامته أسقفاً يدعي كامل جرجس أو ملك وكان يحظي بدالة قوية عند سيده. أظهر في الشهور الأولي من وجوده بالبطريركية معاملة حسنة وكان يقابل زائري سيدنا بالبشاشة والترحاب ويظهر تعاطفاً مع أصحاب المشاكل، فحسبوه تلميذاً أميناً وخادماً مخلصاً. فيما بعد أساء التصرف ولعبت الأموال دورها وأدارت ذهنه وأخذ يعبث بأوضاع البطريركية فجعل كل المهام الحيوية بين يديه ومن بينها ترشيح الأساقفة ورسامة الكهنة وتنقلاتهم.. فساءت أحوال البطريركية ولم يسترح أنبا ميخائيل مطران أسيوط لهذا الوضع بسبب تدخل خادم البابا في الشئون الإدارية والمالية وسجلت مواقف نيافة الأنبا ميخائيل الشجاعة ضد البابا في التاريخ الكنسي رغم أبوته الروحية انحيازاً لكرامة الكرسي المرقسي.. إلي أن توترت الأمور وانتهت بإقصاء البابا من منصبه وسفره للدير المحرق..
واجتمع المجمع المقدس في 27 سبتمبر 1955وانتخب ثلاثة من المطارنة لإدارة شئون الكنيسة وهم الأنبا أغابيوس مطران ديروط والأنبا ميخائيل مطران أسيوط والأنبا بنيامين مطران المنوفية وكان أبرز أعمال المجلس البطريركي محاكمة الكهنة والأتباع الموالين للأنبا يوساب.
وعلي خلفية من محاولة اغتيال البابا أصدرت الحكومة قرارا 22 سبتمبر 1955 بوقف الأنبا يوساب عن وظيفته وإلغاء المحاكم الملية واستمرارا لإصرار البابا علي الاحتفاظ بخادمه، استيقظ صباح السبت 24 سبتمبر 1955 وحزم حقائبه وتوجه إلي الكنيسة المرقسية صلي صلاة قصيرة خاطب فيها القديس مرقس الرسول بقوله “ها أنا أرد إليك الوديعة التي ائتمنتني عليها”.. ونقل البابا بعد ذلك إلي المستشفي القبطي في جناح خاص أعد له ولما اشتدت عليه وطأة المرض نقلوه إلي دار البطريركية ودخل البطريرك العليل إلي مخدعه وما كاد يستقر علي فراشه حتي أسلم نفسه الحزينة صباح الثلاثاء 13 نوفمبر 1956. وكان نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط أول من بكاه ونعاه في الإذاعة والصحف المصرية وأقيمت صلاة تجنيز تليق بقداسة البابا وطويت صفحته.
ولنتوقف عند هذه الحلقة من حلقات التاريخ الكنسي حيث سجل نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط دوراً مهما ومواقف عظيمة عند إقصاء البابا يوساب الثاني أشاد بها الكثير من الصحفيين في الجرائد والمجلات المصرية رغم أن عمره لم يكن يتجاوز الـ36 عاما.. ولنقتطف بعض الأبيات من قصيدة شهيرة نشرت في جريدة مصر في 29 سبتمبر 1955 يمدح فيها الشاعر يحيا ابن يقظان نيافة الأنبا ميخائيل علي وقفاته الشجاعة يقول:
بوركت ميخائيل من يقظان.. في حب الكنيسة هائم متفان
ما قلت يارب الهدي نعم أم لا.. ألا وقصدك طاعة الرحمان
في الحق تؤثر أن تكون مجاهدا.. عنه ولا يثنيك عنه ثان
وفي ص503 من كتاب الرهبنة القبطية الذي أصدره دير أنبا مقار ببرية شهيت قال بأن نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس دير الأنبا مقار والذي تقبل نعمة الأسقفية في 25 أغسطس 1946 عرفته إيبارشيته رجل تعليم، وبناء وتعمير وسيظل جبل العذراء بأسيوط يحمل له مبانيه الضخمة الجميلة إلي الأبد.. أما دير أنبا مقار فقد صار كما وصفه سابقاً ساويرس ابن المقفع بأنه ”علي يده قامت داخل الأديرة النهضة الروحية والمعمارية الكبري، عرفته الكنيسة كلها لسان حق ورجل مواقف.”