للمرة الثانية تتعامد الشمس على مذبح الملاك ميخائيل بكفر الدير.. فكان لابد لوطني نت ان تذهب إلى كفر الدير لتتابع هذه الظاهرة الفريدة وتلقي الضوء على هذ الحدث الهام بعدما انفردنا على موقع وطنى نت بتسجيل حدوث الظاهرة فى عيد القديس مارجرجس في الأول من مايو هذا العام، حيث شهدنا تعامد الشمس على مذبح القديس مارجرجس بالكنيسة. وتتكرر الظاهرة بكنيسة الملاك ميخائيل الأثرية بكفر الدير بمحافظة الشرقية يوم الجمعة 19 يونيو في عيد الملاك للمرة الثانية وللعام الثاني على التوالي في ظاهرة فلكية هامة وهي تعامد أشعة الشمس على مذبح الملاك ميخائيل وهى ظاهرة كشفتها الصدفة بعد حجبها لأكثر من ألف عام.
كما اكد كاهن الكنيسة القس ويصا حفظى أن فى العام الماضى وأثناء القيام بأعمال الترميمات بالكنيسة تلاحظ دخول شعاع الشمس للمذبح أثناء الصلاة من خلال ثقب فى قطعة خشبية تغلق شباك فى اعلى قبة الهيكل لافتا إلى أنه كل قبة بها شباك صغير ومغلقين بقطع خشبية منذ أكثر من الف عام دون سبب معلوم ربما يكون تحسبا لمنع سقوط مياه الأمطارللمذابح الثلاثة. وقد تم ابلاغ المهندس وديع والمهندس مجدى المسئولين عن الترميمات.. وأضاف القس ويصا: ” وأخبرتهم بملاحظتى فقاموا بإبلاغ معهد البحوث الفلكية والذي أوفد كبير الباحثين لرصد الظاهرة فى العام ويتم متابعة هذه الظاهرة اليوم فى عيد الملاك لتأكيدها حيث شاهد جميع الحضور وعلى رأسهم صاحب النيافة الانبا تيموثاوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح والذى قام بترأس صلاة القداس الالهة لعيد الملاك والقمص بيشوى راغب كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالزقازيق والقمص باخوم عبد الملاك كاهن كنيسة السيدة العذراء بالزقازيق والسادة الاساتذة والعلماء من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الاستاذ الدكتور اشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد والاستاذ الدكتور الباحث سمير نوار عبد الشهيد والاستاذ الدكتور والباحث المتفرغ نبيل شكرى عوض اللة بالمعهد والدكتور مجدى عبد الملاك حنا بالمعهد والاستاذ نبيل عدلى عوض مدير ادارة والدكتور خالد سعد مصطفى الخبير الاثرى ومدير عام الادارة العامة لاثار ماقبل التاريخ والاستاذ عبد القادر السيد مفتش اثار الاسلامية والقبطية ومدير مكتب كفر الدير الاثرى والاستاذ ناصر عثمان من تفتيش اثار الشرقية والمسئول عن ترميم كنيسة الملاك والباحث الاثرى بالحضارات والمهندس وديع وليم المسئول عن الترميم بالكنيسة والمهندس مجدى فلتأوس غبريال احد مهندسى فريق الترميم لكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير والمهندس عاطف عوض الباحث الاثرى والمدرس بمعهد الدرسات القبطية والاستاذ مهندس يوسف لطيف ذكى بالزقازيق والاستاذ سمير بولس ميخائيل المرشد السياحى والذين قامو برصد الظاهرة بشكل علمى وبحثى ولفيف من الاساتذه والمهتمين وشعب الكنيسة واعضاء من جمعية محبى التراث القبطى . حيث تعتبر كنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير من أقدم الكنائس المصرية حيث اقيمت فى القرن الرابع الميلادى.”
وقد شاهد الجميع لاكثر من 90 دقيقة ظاهرة سقوط حزمة من أشعة الشمس من الشباك أعلى مذبح الملاك ميخائيل لتستقر فوق المذبح وهذا راجع إلى أن الفنان القبطي الذي قام ببناء هذه الكنيسة لم يكن مهندسا بارعا فقط ولكنه كان عالم فلكي نابغة ودقيق للغاية ، وكأنه ورث هذا العلم من أجداده الفراعنة حيث تمكن فى بناء الكنيسة من دخول شعاع الشمس على المذابح الثلاثة فى عيد كل من قديسيها بطريقة هندسية بالرغم من أنهم فى نفس المكان. وهذه الظاهرة شبيهة بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس بمعبده فى ابو سمبل يوم مولده ويوم توليه الحكم.
وقد كانت الكنيسة على استعداد تام لاستقبال هذه الظاهر للعام التالي على التوالي حيث قامت بعمل شاشات عرض بصحن الكنيسة لكي يتمكن الوافدين من مشاهدة التعامد، وكذلك تكليف مجموعة من شباب كشافة الكنيسة بعمل لجان نظام للتيسير على الزائرين، وتسهيل مهمة رجال الصحافة والاعلام ومصوري القنوات الفضائية، وإقامة سرادق كبير للضيوف وتنظيم وقوف السيارات ووضع علامات إرشادية على مدخل القرية ومنيا القمح لإرشاد الوافدين بالطريق.
وبعد معاينة ومشاهدة الظاهرة الفلكية العجيبة كان لوطني نت لقاء مع الاستاذ الدكتور اشرف لطيف تادرس استاذ الفيزياء الفلكية ورئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والذى صرح لوطنى نت بقوله:
“مرة اخرى نرى تعامد اشعة الشمس على هيكل من هياكل كنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير بمدينة منيا القمح محافظة الشرقية .. كان الأول في 1 مايو موعد الاحتفال بعيد الشهيد العظيم مار جرجس ، وحضره من علماء الفلك أ.د/ مسلم شلتوت .. وفي 19 يونيو موعد الاحتفال بعيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل ، وحضره أ.د/ أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ، وعدد من اساتذة قسم الفلك هم أ.د/ سمير نوار – أ.د/ نبيل شكري – أ.د/ مجدي حنا ..”
“استخدم المصريين هذه الظاهرة في بناء معبد أبوسمبل فجعلوا أشعة الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني في يوم مولده (22 أكتوبر) ويوم تتويجه (22 فبراير) .. واليوم نكتشف ان الاقباط استخدموا هذه الظاهرة ايضا فجعلوا أشعة الشمس تتعامد على هياكل كنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير محافظة الشرقية .. لم نقل عن هذه الظاهرة انها معجزة بل هي إعجاز يثبت ويبرهن على ان الأقباط هم حقا أحفاد الفراعنة.”
وشرح الدكتور أشرف: “يرجع سبب سقوط أشعة الشمس على مكان معين على سطح الأرض إلى حقيقة فلكية هامة وهى أن الشمس تشرق من نقطة الشرق تماما في 21 مارس (حيث يتساوى الليل والنهار وهو ما نسميه الاعتدال الربيعي) ثم تنحرف نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم إلى ناحية الشمال حيث يزيد طول النهار تدريجيا الى ان يصل اقصاه في 21 يونيو (وهو ما نسميه ذروة الصيف حيث تبلغ الشمس اقصى ارتفاع لها في السماء وقت الظهيرة ويكون ذلك اليوم هو اطول نهار في السنة) ، وتبعد نقطة شروق الشمس في ذلك اليوم عن نقطة الشرق الاصلية بمقدار 23 درجة ونصف باتجاة الشمال الشرقي (وهذه الدرجة هي زاوية ميل محور دوران الارض حول نفسها على مستوى مدارها حول الشمس) .. ثم تتراجع نقطة شروق الشمس مرة اخرى الى ناحية الشرق تماما بنفس المقدار (ربع درجة يوميا) حيث يقصر طول النهار تدريجيا الى ان تشرق من نقطة الشرق تماما مرة اخرى في 21 سبتمبر (وهنا يتساوى الليل والنهار مرة اخرى وهو ما نسميه الاعتدال الخريفي) .. ثم تنحرف نقطة شروق الشمس بمقدار ربع درجة يوميا إلى ناحية الجنوب حيث يقل طول النهار تدريجيا الى ان يصل ادناه في 21 ديسمبر (وهو ما نسميه ذروة الشتاء حيث تبلغ الشمس أقل ارتفاع لها في السماء وقت الظهيرة ويكون ذلك اليوم هو أقصر نهار في السنة) ، وتبعد نقطة شروق الشمس في ذلك اليوم عن نقطة الشرق الاصلية بمقدار 23 درجة ونصف باتجاة الجنوب الشرقي ، وهكذا ..
هذه هي الحقيقة العلمية التي اكتشفها قدماء المصريين ، واستندوا في ذلك على أن الشمس في شروقها وغروبها تمر على كل نقطة خلال مسارها مرتين في السنة ، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد تلك النقطة عن نقطة اتجاة الشرق الاصلية ..
ومما هو جدير بالذكر ان مثل هذا الاكتشاف الهندسي الرائع لكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير سنجد مثيلا له حتما في أبنية أخرى عتيقة (قصور – متاحف – كنائس –مساجد …) وهو بلا شك يدل على عظمة ورقي اجدادنا القدماء ..”
ويقول الاستاذ الدكتور سمير نوار عبد الشهيدالاستاذ والباحث بالمعهد القومى للبحوث الفلكية بدعوة من ربنا يسوع المسيح حضرت الى كنيسة الملاك ميخائيل وقد نلت بركة هذا المكان واحسست اثناء وجودى بالكنيسة بأحسيس جميلة وحضرت القداس الالهى واثناء زيارتى للكنيسة شاهدت ظاهرة تعامد شعاع الشمس على مذبح الهيكل الرئيسى بالكنيسة وان دلت هذه الظاهرة انها ليست بالصدفة ولها أساسات وحسابات فلكية على اعلى مستوى
ويقول أيضاً الاستاذ الدكتور نبيل شكرى الباحث المتفرغ بالمعهد القومى للبحوث الفلكية “شرفت اليوم بحضور القداس الالهى ورؤية ظاهرة تعامد الشمس على مذبح الملاك ميخائيل “
وأما الاستاذ الدكتور مجدى عبد الملك حنا بالمعهد القومى للبحوث الفلكية فيقول لوطني نت: ” نحتفل اليوم بذكرى عيد الملاك ميخائيل ونرصد الظاهرة الفلكية لسطوع ضوء الشمس على المذبح المقدس فى هذة الذكرى المباركة ليتمجد اللة دائما”
ويقول الدكتور خالد سعد مصطفى الخبير الاثرى ومدير عام الادارة العامة لاثار ماقبل التاريخ “انه لمن دواعى سرورى حضورى هذة الظاهرة الفريدة والعمل على دراستها والمقارنة بينها وبين مثيلتها سواء مع كنائس مماثلة اوعلى الاثار المصرية خاصة لذا لايجب اغفال هذة الظاهرة النادرة ودراسة بقية كنائس الملائكة وهل هناك تكرار لهذة الظاهرة فى اعياد الملائكة الاخرين”
وصرح لوطني المهندس مجدى غبريال احد مهندسى فريق الترميم لكنيسة الملاك ميخائيل : “شكرا لله الذى اعان فريقنا فى كل خطوة من خطوات الترميم لهذا الدير الاثرى الرائع الجمال كما ان سعادتى وفرحتى لاتوصف وفرحتى الغامرة لايمكنى ان اعبر عنها بهذة الكلمات وان ارى فى عيون الجميع الفر حة والبهجة والسعادة ولايسعنى غير ان اقول الى هنا قد اعاننا الرب فهذا المكان الرائع شهادة منا جميعا كفريق هندسى ساهم بمجهوداتة متطوعا لانجاح هذا العمل”
ويقول المهندس وديع وليم لوطني نت: “عندما تمر الصدفة على جاهل بتعدى وتمر ولكن عندما مرت علينا توقفنا عندا فقد تلاحظ لابونا ويصا اثنا عمل قداس فى عيد الملاك سقوط شعاع خفيف جدا من ثقب فى قطعة الخشب والتى كانت غالقة لشباك المذبح وعندما سالتة من اغلق هذة الشبابيك قال احنا جينا الكنيسة وكانت بالوضع دة فقمنا بنزع هذة القطع الخشبية وانتظرنا لنرصد مايحدث فى عيد الملاك وكانت المفاجاة التى نحن بصددها الان لتوكد على عظمة الفنان القبطى القديم وكيف ورث من ابائة واجدادة الفراعنة علم الفلك فاليوم ومع تقدم علم الفلك والرياضيات يمكن حساب درجات ميل الشعاع وحساب مستوى التعامد وزوايا واتجاهات الشعاع اما قديما كيف تثنى لهم معرفة ذلك وهم لايمتلكون الاجهزة والمعدات انة اعجاز هندسى فريد وليس دينى نعم هم احفاد الفراعنة اصحاب الحضارة والعلوم فعندما يريد اشعال شمعة فى عيد الملاك تجد الشمعة نازلة لة من السماء وفى عيد السيدة العذراء تجد السماء نزلة الية بشمعة احتفالا بالعيد وايضا فى عيد مارجرجس الشمعة مضاءة من السماء على الهيكل احتفالا بعيد مارجرجس السماء تشارك قديسيها باعيادهم “
أما المهندس عاطف عوض الباحث الاثرى والمدرس بمعهد الدرسات القبطية يقول لوطني نت: ” ان ظهور شعاع النور فى الهيكل هى خاصية فلكية هندسية عرفها البناء القديم الذى جعل هذة الظاهرة محدودة فى يوم عيد العذراء و عيد الملاك ميخائيل و مارجرجس والذى يدل على ان له دراية عالية بعلم الفلك و الارصاد وهم احفاد الفراعنة ومن المعروف ان موقع الديريرجع الى القرن الرابع اى الزمن البيزنطى اما الكنيسة من الواضح من مبانيها الحالية انها تأسست فى العصور الوسطى كاغلبية كنائس الدلتا ويرجح المهندس عاطف انها تاسست منذ أكثر من 700 سنة فى القرنالرابع عشر اى ماقبل عام 1400 م ويوكد ذلك خامات البناء ونمطة والتصميم المعمارى للكنيسة وهناك كنيسة بنيت على نفس النمط بقرية صهرجت القريبة منها ووبنى الدير كلة على مسطح حوالى 1930 م2 وقد تم تجديد الكنيسة فى اواخر القرن العشرين وتم تدشين مذابحها بيد المتنيح نيافة الانبا ياكوبوس عام 1997 م وفى فناء الكنيسة البحرى يوجد بئر اثرى بعمق يصل لحوالى 20 مترا وقطره حوالى المتر والنصف حوائطه من الطوب الاحمر القديم ورفعت حوائطه حديثا لحوالى المتر فوق منسوب الارض لحمايته ولكنه يحتاج الى التطهير والعناية به. وفى الجهة البحرية من الكنيسة يوجد مبنى خرسانى للخدمات تم افتتاحه عام 1980 يرتفع دورين أرضى وأول وهو يحجب الواجهة الاصلية للكنيسة وفى الناحية الغربية من المبنى يوجد عقد يؤدى لمدخل الكنيسة والمبنى يستغل كبيت للخلوة ومكتب خدمات وقاعة مناسبات بالدور الارضى وقد استعملت للصلاة واقامة القداسات اثناء ترميم الكنيسة”