ألقى أمس غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيّين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ، محاضرة بعنوان ” رسالة بطريرك عربي مسيحي إلى إخوته المسلمين حيثما كانو في العالم ” ، بمناسبة مرور خمسون عاماً على صدور وثيقة من المجمع الفاتيكاني الثاني بتصريح حول علاقة الكنيسة بديانات غير مسيحية ( 1965_2015)
جاء ذلك في قاعة الاستقبالات الرسمية بمقر بطريركية الروم الكاثوليك بالظاهر ، وبحضور رئيس المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية والمتحدث باسمها الاب رفيق جريش ، والخبير الاستراتيجي وعضو مجلس الشعب النائب سمير غطاس .
حيث عرض غبطته بعض المقاطع التى وردت في الوثيقة منها وحدة الجنس البشري بان تتفحص الكنيسة بادئ ذي بدء ماهو مشترك بين الناس ، فكل الشعوب جماعة واحدة ولها اصل واحد ولهم ايضا غاية واحدة وهي الله والذي يشمل الجميع بعنايته وشهادة جوده وتصاميم خلاصه .
بالاضافة إلى احترام جميع الاديان وعلى هذا المنوال تجتهد ايضا سائر الديانات في كل البلاد للأنفتاح بان تجيب بطرق متنوعة على قلق قلوب البشر بعرضها سبل الحياة والتعاليم والطقوس المقدسة، فالكنيسة الكاثوليكية لا ترذل عقائد الديانات بل تنظر بعين الاحترام والصراحة الى طرق المسلك والحياة والقواعد والتعاليم التي غالباً ما تحمل شعاعاً من تلك الحقيقة التي تنير كل الناس ،فكلمة الله مبذورة في كل النتاس وهو لا يحد بأنسان ، فلابد للكنيسة ان تتتمسك بما لها وتكتشف ما عند الآخريين .
وتنظر الكنيسة بعين الاعتبار أيضاً إلى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد الحيّ القيُّومالرّحيم الضّابط الكلّ خالق السماء والأرض المكلِّم البشر.ويجتهدون في أن يخضعوا بكلذيتهم حتى لأوامر الله الخفيّة .كما يخضع له ابراهيم الذي يسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي .وانهم يجلون يسوع كنبي وإن لم يعترفوا به كإله، ويكرون امه العذراء كما يدعونها أحياناً بتقوى . علاوة على ذلك إنهم ينتظرون الحياة الابدية ويؤدون العبادة لله ، لا سيما بالصلاة والزكاة والصوم.
وإذا كانت قد نشأت على مرّ القرون ،منازعات وعدوات كثيرة بين المسيحيين والمسلمين ، فالمجمع المقدس يخص الجميع على أن ينسوا الماضي وينصرفوا بإخلاص إلى التفاهم المتبادل ، ويصونوا ويعززوا معاً العدالة الاجتماعية والخيور الأخلاقية والسلام والحرية لفائدة جميع الناس
ويتابع المجمع لا نستطيع ان ندعوا الله أباً للجميع اذا رفضنا ان نسلك أخويا تجاه بعض الناس المخلوقين على صورة الله .
واشار غبطته إلى فقرات اخرى جائت بتلك الوثيقة أنه لابد من مواجهة تطرف الفكر الارهابي بشدة بأن يقف الجميع معاً منفتحيين على ثقافات وأديان بعضهم البعض بعين الاحترام والتقدير .