أجرى الإعلامي سعدالله الخليل مقابلة مع قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك السريان الارثوذكس بقناة “Top News” ضمن برنامج “هنا دمشق”.
خلال المقابلة، سأل الإعلامي سعدالله الخليل قداسته عن الخطوات التي قام بها تجاه موجة التهجير التي حدثت مؤخراً منذ دخول داعش إلى الموصل، فأجاب قداسته أنه فور سماعه بالخبر، اتجه نحو شمال العراق وزار القرى والبلدات التي التجأ إليها المسيحيون. ثم دعا إلى لقاء للقادة الروحيين المسيحيين والسفير العراقي في لبنان أصدر إثره نداءً استنكر فيه صمت المسلمين إزاء المجازر التي ترتكب. بعدها، لبى قداسته دعوة وزير الخارجية اللبناني الأستاذ جبران باسيل وشارك في اجتماع مع سفراء الأمم المتحدة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. ثم شارك قداسته في اجتماع بطارك الشرق في الديمان حيث أجمع الآباء ان الوجود المسيحي في الشرق بات مهدداً وضرورة توحيد الجهود.
وعن طبيعة الصراع في المنطقة، أكد قداسته أن “الصراع هو بدرجة أولى سياسي ألبس حلة طائفية، هو صراع على النفوذ في المنطقة”. وفي هذا المجال، كرر قداسته دعوة الكنيسة أبناءها للبقاء في أرض الآباء والأجداد والتشبث بها، مشيراً إلى المساعدات الاجتماعية والثقافية التي تقدّمها للمساهمة في التخفيف عن ضيقة المسيحيّين وغير المسيحيّين الذين بقوا في بلدهم ولم يرضخوا لموجات التهجير والتخويف، ولا حتى الترغيب في الخارج.
وقال قداسته: “المسيحي مستهدف؛ المسيحي غر مرغوب به لأنه حجر عثرة في خطة وأهداف أعداء الإنسان والإنسانية”. ومن هنا، أشار قداسته إلى عملية التطهير العرقي والديني الحاصل والذي لا يمكن أن ننسبه إلى الإسلام ولا إلى دين يؤمن بالله. وأضاف: “يخطئ من يظن أن الغرب يهتم بأمر مسيحيي المشرق؛ تعامل الغرب معنا مبنيّ على أساس مصالحه الاقتصادية، السياسية والاستراتيجية في المنطقة”.
ورداً على سؤال حول دور الشبيبة في الكنيسة، أوضح قداسته أن “الكنيسة هي ناقصة ولا تكتمل بدون الشباب” مشدداً أنه سيعمل كل ما بوسعه ليشعر الشباب كم الكنيسة بحاجة إليهم لتكون فعلياً حية، وخاصة إلى رؤيتهم وطموحهم وطاقتهم وحماسهم مؤكداً أن الكنيسة تفتح لهم أبوابها في للتطوّع في مجالات الثقافة والعمل الاجتماعي والخدمة الإنسانية.
وفي نهاية المقابلة، وجه قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني رسالة إلى الكنيسة “المتألمة” داعياً أبناءها إلى التحلي بالصبر والتصرف بحكمة مشيراً إلى أن زياراته العديدة للمناطق الأكثر ضرراً من الأحداث في الشرق الأوسط، مثال صدد وحمص وقرى شمال العراق، هي للتواجد إلى جانب الرعية والمؤمنين في ضيقتهم، وللتأكيد أنه خادم شعبه ولن يتركهم بل يشاطرهم كل ما يقاسونه.