زار قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق لقداسته اليوم دير الثالوث القدوس بمدينة سيرجي بوسكاد ، على بعد 70 كم من العاصمة الروسية موسكو ، حيث كان في استقباله الأب رئيس الدير وبعض من رهبانه البالغ عددهم مايزيد عن 300 راهب .
وقام قداسة البابا والوفد المرافق لقداسته بزيارة معالم الدير الذي يضم 50 مبنى ، حيث يوجد به أكاديمية لاهوتية يدرس بها 1000 طالب يقيمون بالدير ، حيث دار حديث مطول بين قداسة البابا ورئيس الدير شرح فيه رئيس الدير الحياة الرهبانية فى الدير وحياة الراهب اليومية ، وأشار إلى أن الحياة الرهبانية بالدير متأثرة بالرهبنة القبطية من حيث الإنضباط والتدقيق .
وعن تاريخ الدير قال الأب رئيس الدير أن طالبي البركة من
زوار الدير كانوا قديما يمشون لمسافة 70 كم سيرا على الأقدام ليصلوا إلى الدير ،وكان قياصرة روسيا لا يتخذون قراراً من القرارات الهامة إلا بعد زيارة الدير ونوال بركته ،وأن الدير يزوره مئات الآلاف سنويا .. وقال موجها كلامه لقداسة البابا والوفد القبطي: كلما أمر بظروف صعبة أتذكر عينيكم المملوءة سلاما وفرح ، فأفرح وسط الضيق .. وحينما نراكم نتذكر حكماء المشرق . ومن جانبه تحدث قداسة البابا شاكرا حسن الاستقبال ثم قدما شرحا للحياة الرهبانية القبطية التي تشتمل على ثلاثة أشياء هي: الصلاة ، القراءة ، العمل .. وأوضح أن الصلاة تتخذ أشكالاً كثيرة: التسابيح ، القداسات ، القراءات ، وبالنسبة للقراءة فتتضمن البحث والدراسة ، في حين أن العمل يتنوع بين الزراعة والأعمال اليدوية والمكتبة والمخطوطات واستقبال زائري الدير وتقديم شرحا لمعالم الدير لهم .
اضاف البابا تواضروس : نحن فرحون لأجل ثلاثة امور لأننا موجودون بالدير وبروسيا ومع نيافتكم ، وأبدى قداسة البابا ترحيبه بزيارة الأب رئيس الدير للكنيسة القبطية ولإديرتها .
وعن مصر قال قداسة البابا أن السيد المسيح زارها لذا فهي مباركة ، مضيفا: أننا نشهد للمسيح في وطننا من خلال عمل المحبة ، وإن الحكومة المصرية أطلقت منذ أسبوعين مشروعا سياحيا لمسار العائلة المقدسة في مصر ، إفتتحه رئيس الوزراء بالإشتراك مع الكنيسة القبطية..
الجدير بالذكر أن دير الثالوث القدوس هو من أكبر أديرة روسيا وهو الدير الرئيسي للكنيسة الروسية حيث يرجع تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي أسسه القديس سرجيوس – شفيع الأراضي الروسية – وبه 12 كنيسة والمقر الرئيسي لبطريرك روسيا في الأديرة .. يوجد به أكبر جرس بقارة أوروبا والذي يحتاج لثمانية أشخاص لكي يتم دقه .. وبه جسد مؤسسه القديس سرجيوس