أبناء المهجر…في أحضان الكنيسة الأم
زرت 7 دول…وسافرت إلي لبنان للتعزية…والنمسا للعلاج
وطني تفتح الملف الطبي لقداسة البابا…وتتعرف علي سر علاجه في النمسا
*سأسافر إلي إيطاليا قبل عيد القيامة المجيد لحضور لقاء أساقفة وكهنة أوربا
*دعوت إلي توحيد عيد القيامة في جميع كنائس العالم…وقوبل بترحيب شديد
*نرتب لزيارة إلي أمريكا…ولابد أن أزور أستراليا
*نحن بصدد وضع ملامح خدمة المهجر في ربع القرن القادم
*في كل زياراتي إلي الخارج ثلاثة أبعاد…البعد الرعوي…البعد المسكوني…البعد الوطني
*منذ 30سنة أعاني من انزلاقات بغضاريف الظهر…وأرفض إجراء جراحة
*لي فيفيينا ملف طبي قديم…وبطاقة تأمين صحي شامل
*أقضي فترة العلاج في دير الأنبا أنطونيوس…وأتردد علي مستشفيأكاها لعمل الفحوصات وجلسات العلاج الطبيعي
الكنيسة القبطية غنية بعطائها…وعطاؤها للنفوس المتعطشة إلي الخلاص…وعطاؤها للوطن المتعطش للسلام…وعندما يكون الحديث مع رأس الكنيسة الجالس علي كرسي مارمرقس الرسول فإنه بالضرورة يكون غنيا غني الكنيسة…عامان مضيا علي جلوس البابا تواضروس الثاني البطريرك الـ118علي الكرسي الرسولي…وكان لنا مع قداسته حوار أغني ومتواصل عشناالأحد الماضي جانبا منه…واليوم نتطرق في حوارنا إلي زيارات البابا الخارجية والتي تمثل نموذجا بكل ما رأي فيها قداسته من أبعاد ثلاثة …رعوية…مسكونية…وطنية….كان البعد الرعوي واضحا في كل زياراته حتي إلي البلاد التي لم يكن فيها أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية…وكان البعد المسكوني حاضرا من أجل الوحدة المسيحية فهي شهوة قلبه وقالهاخايف يجئ المسيح والكنيسة منقسمة…وكان الجانب الوطني الذي يعيش في الوجدان المسيحي طاغيا في كل لقاءاته بالخارج مع مسئولين رفيعي المستوي واضعا الوطن قبل الكنيسة وأعلنهاوطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن…حول هذه الثلاثية يدور الحديث اليوم مع رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
في العام الثاني لحبريتكم كانت زيارات قداستكم للخارج متعددة وممتدة…إلي أين ولماذا؟
**أول زياراتي للخارج كانت إلي لبنان في28مارس الماضي…وكانت أيضا أول مرة أزور فيها لبنان بعد اختيار الرب لضعفي بطريركا للكرازة المرقسية…وكانت زيارة تعزية في نياحة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول…وكان لي زيارة إلي النمسا للعلاج…وكان لي7زيارات أخري هذا العام-2014-إلي الخارج.. الأولي كانت زيارة رسمية لدولة الإمارات في5مايو الماضي بدعوة من الحكومة الإماراتية لتدشين كنائس…والثانية للنرويج وفنلندا في يونية بدعوة من الكنيسة-النرويجية والفنلندية-فليس لنا هناك كنائس قبطية,ولكن لنا في هذه البلاد أسرا قبطية,وفي زيارتي رسمت أول كاهن قبطي يبدأ الخدمة في السويد ومنها ينطلق ليخدم في بلاد عديدة…والزيارة الثالثة كانت إلي هولندا في أغسطس لحضور المؤتمر السنوي الرابع عشر للشباب القبطي…والزيارة الرابعة كانت لسويسرا في أغسطس الماضي أيضا لافتقاد كنيستنا في جنيف,فنحن لنا هناك كنيستان قبطيتان -العذراء والملاك- والزيارة الخامسة كانت زيارة كبيرة إلي كندا,استغرقت مايقرب من شهر كامل,وكنت أول مرة أزور كندا ,ولنا هناك شعب كبير…والزيارة السادسة كانت لروسيا في أكتوبر,وكانت مرتبة منذ فترة, فآخر مرة زارنا البطريرك الروسي كانت منذ خمس سنوات وكان لابد من رد الزيارة في حبرية المتنيح الأنبا شنودة الثالث لكنها تأخرت لظروفه الصحية في السنوات الأخيرة,وكانت زيارتي بمثابة رد علي زيارة البطريرك الروسي وأيضا لشكره علي حضور جناز المتنيح البابا شنودة, وحضوره حفل تجليسي…والزيارة الأخيرة كانت مرة أخري إلي النمسا في نوفمبر الماضي,لكن هذه الزيارة كانت للمشاركة في احتفال هيئةبرو أورينتا باليوبيل الذهبي لتأسيسها.
*لنبدأ بالحديث عن أولي زيارات قداستكم إلي الخارج…زيارتكم للبنان للتعزية؟
**كانت زيارتنا هذه ضرورية للتعبير عن محبتنا الكبيرة للرئيس الأعلي للسريان الأرثوذكس-لأن الذين نحبهم لايموتون-وقداسته من محبته الفياضة-رغم ظروفه الصحية-شارك بالحضور في انتقال مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث…وبعد تسعة أشهر بمحبة متدفقة وأصالة مسيحية شارك في احتفال تجليسنا…كان محبا جدا,وكان لابد أن نشارك في وداع أخينا البطريرك المبارك قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص.
**ورغم أن زيارتي كانت لتأدية واجب العزاء,كان في استقبالنا بالمطار وزير الإعلام اللبناني رمزي جريش ممثلا في فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان-والذي استقبلني رسميا في الرئاسة وتحدثنا معا في عمق العلاقات المصرية, وحضر اللقاء السفير المصري,والقنصل العام,والملحق العسكري,وأعضاء السفارة المصرية…وهكذا أري في كل زياراتي إلي الخارج ثلاثة أبعاد…البعد الرعوي,البعد المسكوني,البعد الوطني.
*نشتاق للتعرف علي الأبعاد الثلاثة لرحلات قداستكم إلي الخارج…ولكننا نتعجل للاطمئنان علي صحتكم, وقداستكم ذكرتم أنه كان لكم زيارة إلي النمسا للعلاج…نستأذنكم في أن نفتح الملف الطبي لقداستكم.
**قصتي مع المرض قصة قديمة,فأنا أعاني من أتعاب بظهري نتيجة انزلاقات في عدة غضاريف منذ30سنة…وتشتد الآلام مع المجهود والإرهاق,وهذا أمر لابد منه…الأطباء يطلبون مني النوم 8 ساعات علي الأقل وأنا لا أعرف أنام نصفهم…ولابد أن أمشي كل يوم 2كيلو وهذا لايحدث ولابد أن أشرب مابين اثنين وثلاثة لتر ماء في اليوم وهذا أيضا لايحدث لظروف الخدمة والأصوام,وعندما اضطررت للسهر وبذل مجهود خلال أيام الصوم الكبير,وعمل الميرون,واستقبالات عيد القيامة,تفاقمت آلام الظهر,وكان لابد أن أسافر إلي فيينا العاصمة النمساوية حيث لي هناك ملف طبي قديم,وبطاقة تأمين صحي شامل.
**فقبل سفري إلي النمسا كان هناك تفكير في إجراء جراحة بالعمود الفقري…ولكني رفضت وأيدني في هذا بعض الأطباء لأنني أعاني من نقص في فيتامينهـ والكالسيوم,وتحملت شدة الألم,وأخذت حقنا كثيرة في ظهري لتسكين الألم,واستخدمت أنواعا معينة مناللزقات…وعندما كان لابد من مواجهة الأمر سافرت في منتصف يوليو من هذا العام-2014-إلي فيينا…وكما قلت لك في البداية أن لي ملفا طبيا قديما في النمسا,وأنا أرتاح للعلاج هناك,ليس لأنها أفضل دولة في العالم لعلاج هذه الحالات,ولكن لأنها قريبة والمسافة بيننا وبينها في حدود ثلاث ساعات ونصف الساعة,كأي سفرية بين القاهرة والإسكندرية..وأيضا لأن محبة أنبا جابربيل أسقف النمسا محبة كبيرة,ولأننا نثق أن يد الرب في كل مكان…
**هناك أقضي فترة العلاج في دير الأنبا أنطونيوس الذي يقع في قرية صغيرة-أوبرزيين برونن-خارج العاصمة فيينا, وأتردد للفحوصات وعمل جلسات العلاج الطبيعي في مستشفيأكاها في فيينا…وأنا أحب هذا الدير وأفضل أن أقضي فيه فترة العلاج لأنه فضلا عن الروحانيات التي تسود المكان,فهو يتسم بالهدوء والطبيعة الخلابة التي تساعد علي التغلب علي الآلام…وأنا لا أحب أن استسلم للمرض كثيرا,وعندما شعرت بتحسن حالتي عجلت بعودتي إلي القاهرة قبل الموعد المحدد بيومين..وعندما زرت النمسا في زيارتي الأخيرة للخارج في نوفمبر الماضي لم أفكر في مقابلة الطبيب المعالج واستغرقتني الخدمة ونسيت المرض.
*نعود إلي ثلاثية أبعاد زيارتكم للخارج…لنبدأ بالبعد الرعوي كيف رأيتموه قداستكم في زيارتكم؟
**البعد الرعوي هو ثمرة عمل الرب في كنيسته,فعندما زرت دولة الإمارات العربية لافتقاد أبنائنا هناك أسعدني أن الدولة تسمح بأن يكون لهم كنائس خاصة بهم,وزرت هناك ثلاث كنائس قبطية تجمع كل أولادنا هناك في حياة روحية…كنيسة الأنبا أنطونيوس بأبوظبي وفيها أقمت صلاة القداس الإلهي, وبعد القداس سلمت علي كل الحضور وكانوا أكثر من2500 شخص ومنحتهم البركة…وفي دبي افتتحت كنيسة مارمينا ودشنتها وعمدت طفلة…وفي الشارقة دشنت كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبي سيفين وعمدت ثلاثة أطفال وقلت كلمة روحية للشعب,وسلمت علي أبناء الكنيسة ووزعت عليهما هدايا تذكارية وكانوا حوالي3000شخص.
** وعندما زرت النرويج وفنلندا كانت زيارتي أيضا رعوية فأقمت صلاة عامة مشتركة مع الكنيسة النرويجية في الكاتدرائية الرئيسية لأوسلو,وأقمت صلاة خاصة بالجالية القبطية في النرويج حضرها عدد كبير من أبناء الكنيسة القبطية,وقمت بسيامة كاهن جديد للخدمة بإيبارشية الدولالإسكندنافية وفي فنلندا أقمت قداسا بكاتدرائيةصعود جسد العذراءبهلسنكي.
**وفي زيارتي لسويسرا تفقدت كنائس جنيف,ورفعت بخور العشية في كنيسة العذراء مريم بعد ساعات من وصولي وقد زرت كنيسة الملاك ميخائيلشامبزي بجنيف.. أيضا زرت دير القديس موريس بمدينة سانت موريس بسويسرا,وأهداني رئيس الدير جزءا من رفات القديس موريس,وجزء من رفات شهداء الكتيبة الطيبة.
**وزيارتي لكندا كانت أكبر زيارة رعوية امتدت إلي شهر كامل عبر برنامج مزدحم بالقداسات وصلوات التدشين والاجتماعات سواء بالشعب أوالخدام أو اللجان أو الآباء الكهنة…وافتقاد للكنائس والرعية.
واحتفلت معهم باليوبيل الذهبي لكنيستنا في كندا,ومرور خمسين عاما علي بدء خدمة الأقباط,والتي كانت قد بدأت في أغسطس1964 بسيامة القمص مرقس مرقس أول كاهن في أمريكا الشمالية…ورأيت عمل يد الله القوية…رأيت البذرة التي صارت ثمارا مثمرة بخدمة الآباء الكهنة,وانتشار الكنائس والخدمات ومدارس الأحد والمطبوعات والاجتماعات ودروس الكتاب المقدس…وكنا في مارس2013 قمنا بإنشاء أول إيبارشية في غرب كندا بتجليس نيافة الأنبا مينا أسقف مسيساجا وفانكوفر…
وفي كندا زرت أكثر من 50كنيسة,ودشنت18كنيسة,وأكثر من100مذبح وأكثر من1500 أيقونة…ورسمت3كهنة.ووضعت حجر الأساس لأول دير قبطي في شرق كندا يحمل اسم القديس أنطونيوس أب جميع الرهبان,ووضعت حجر أساس 6كنائس من بينها كاتدرائية باسمالسيدة العذراء وماريوحنا الحبيب ببيكربج في أونتاريو…وألقيت 83 عظة في الأسابيع الأربعة التي قضيتها هناك وسلمت علي كل الشعب في الكنائس فردا فردا وكانوا مايقرب من50ألف شخص.
**وزيارتنا إلي روسيا كانت من أجل تبادل المحبة بين الكنيستين. ورغم أننا ليس لنا عدد يذكر في روسيا من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلا أن زيارتنا لروسيا تعد زيارة رعوية من أجل الخدمة,وتقوية العلاقات الروحية والتعليمية والرهبانية واللاهوتية ….وعشنا وفي جو روحاني يشبه ماتعيشه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية…رأينا جموعا من الشعب الروسي يقضون أوقاتا طويلة في الصلوات الخاشعة ويقفون بالطوابير الممتدة لكي ماينالوا بركة أيقونة مقدسة أو بركة من أجساد القديسين الراقدين بكل وقار وهدوء وخشوع.
*والبعد المسكوني كيف رأيته قداستكم في زيارتكم للخارج؟
**التواصل بين الكنائس شرقا وغربا واجب كنسي هام,ولايعني فقط مجرد الحوارات اللاهوتية التي تصطدم بصعوبات تاريخية ولغوية وأحيانا عقائدية…وأنما يعني أيضا التعاون في آفاق واسعة من المحبة والمودة الأخوية لتمهيد المسيحيين فكرا وعملا قبل أن نصل إليوحدة الإيمان وأنا في كل زيارتي للخارج أحرص علي التواصل مع الكنائس الأخري.
**زيارتي إلي النمسا كانت لحضور احتفال هيئةبرو أورينتا باليوبيل الذهبي لتأسيسها وهي الهيئة المعنية بالحوار بين الكنائس الأرثوذكسية في الشرق والكنيسة الكاثوليكية في الغرب…وحضرت هذا الاحتفال فيينا وألقيت كلمة طرحت فيها اقتراح توحيد موعد عيد القيامة في كل الكنائس المسيحية في العالم,وقد قوبل هذا الاقتراح بترحاب شديد من كل الكنائس المشاركة.
**وفي زيارتي إلي روسيا-1أكتوبر2014-تقابلت مع صاحب القداسة البطريرككيريل واتفقنا علي تشكيل لجنة تعاون مشترك بين الكنيستين لمزيد من التواصل في الحوار اللاهوتي,وأيضا في المجالات التعليمية والاجتماعية والرهبانية,ولوضع مجالات التعاون موضع التنفيذ برئاسة المطرانإيلايون مسئول العلاقات الخارجية بالكنيسة الروسية ونيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس إنجيلوس بأمريكا.
**وأثناء زيارتي لجنيف بسويسرا-سبتمبر2014-زرت مجلس الكنائس العالمي وتقابلت مع الأمين العام الدكتور أولاف,وألقيت خطابا عن كنيستنا,وأجبت علي الأسئلة التي طرحها الحاضرون…وكما تعرفون أن مجلس الكنائس العالمي يمثل بدايات العمل المسكوني عندما تأسس في جنيف منذ حوالي ستين عاما,وأن كنيستنا القبطية من يومها وحتي اليوم تشارك مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية,والكنائس الإنجيلية…تشارك من حيث المواقف والقرارات والتوصيات التي تصدر عن المجلس في جلساته ولجانه وفي مؤتمره العام بهدف التقارب والتحاور بين الكنائس الغربية والشرقية للعمل من أجل الوحدة المسيحية الهدف المنشود الذي نسعي إليه لعلنا ندركه قبل مجئ المسيح.
*بقي الحديث عن البعد الثالث…البعد الوطني…كيف رأيته قداستكم في زيارتكم للخارج؟
**في كل مرة أزور فيها دولة بالخارج آخذ مصر معي في قلبي ووجداني…وأعلنها لكل من أقابلهبلادنا محفوظة في يد الله…وأخذت علي عاتقي طوال رحلاتي الخارجية أن أبشر بمصر الجديدة,وأحدثهم عن مشروعاتها العملاقة,وعهدها الجديد بدستور وطني,ورئيس منتخب,وبرلمان ديمقراطي,وأبشر بانتصار إرادة المصريين وأدعو كل ما أقابله لزيارة مصر الحبيبة والتبرك بمقدساتها.
**عندما زرت دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية..زرتها لتقديم الشكر لهذه البلاد التي وقفت إلي جوار مصر,ولأنها أيضا تقدم الرعاية الشاملة لكل أبنائنا المصريين.. وتقابلت في هذه الزيارة مع صاحب السمو نائب رئيس الدولة وحاكم دبي,وولي عهد أبوظبي,وحاكم الشارقة.
**وعندما زرت النرويج وفنلندا تقابلت مع ملك النرويج هارلد الخامس والتقيت برئيس الوزراء,ووزير الخارجية,وتناولت معهم في هذه اللقاءات تطورات الأوضاع في مصر…ودعوت الحكومة النرويجية إلي مساندة مصر في الجهود التي تبذلها من أجل الإصلاحات اللازمة علي طريق تحقيق الديمقراطية…وخلال حفل الاستقبال الذي أقيم في كاتدرائيةأوسلو ألقيت كلمة أكبرت فيها علي وحدة النسيج المصري الفرعوني والقبطي والإسلامي,ووضع المسيحيين في مصر الذين يعيشون في تلاحم كامل مع أشقائهم المسلمين منذ 14قرنا.
**وأنا سعيد جدا بهذا الدور الوطني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وشرح حقيقة الواقع في مصر…وعندما زرت روسيا استقبلني سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية بمقر وزارة الخارجية بموسكو وأشاد في حديثه معي بموقف الكنيسة القبطية في مصر وفي منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد أيضا بالتغيير الذي أحدثه الرئيسي السيسي والذي حمي مصر…وكانت فرصة طيبة أن أعرب له عن تقديري للحكومة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية لأجل مواقفها الداعمة لمصر علي المستويين الحكومي والكنسي.
* ونحن نقترب من العام الجديد-2015-ماهي الدول التي تعتزمون زيارتها؟
**السنة الجديدة لم نحدد فيها حتي الآن برنامجا للزيارات فأنا أتمني أن أزور كل أولادنا وكنائسنا وأديرتنا…وأن أتفقد كل الرعية أينما كانت…ولكننا نترك تدبير أمورنا في يد الرب…لكن ربما يكون هناك زيارة إلي إيطاليا للقاء أساقفة وكهنة أوربا-وستكون بمشيئة الرب قبل عيد القيامة-هذا اللقاء يعد له كل عامين…اللقاء السابق-2013-كان في النمسا واللقاء القادم-2015-سيكون في إيطاليا.
*لماذا لم تفكر قداستك حتي الآن في زيارة أمريكا ولكنيسة القبطية هناك أكبر إيبارشية بالخارج؟
**أتابع الخدمة في أمريكا من هنا…وعندما أقرر زيارة أي دولة هناك اعتبارات كثيرة لابد أن تكون في الحسبان ,أولها أن تكون هناك علاقة طيبة بينها وبين بلادنا والحمد لله أن العلاقات بدأت تتحسن,وبنعمة الرب نرتب لزيارة إلي أمريكا,حقيقي لم نحدد موعدا لها حتي الآن,ولكن لابد أن أزور أمريكا,والتفكير الآن فيما إذا ما كنت سأزورها في رحلة واحدة أو في رحلتين وربما في ثلاثة فأمريكا بلاد مترامية الأطراف,وبها أكبر تجمع قبطي بالخارج وأيضا بالنسبة لأستراليا.
**وأعتقد أن زيارتي لأمريكا لن تتأخر كثيرا فنحن بصدد البدء في وضع ملامح خدمة المهجر خلال الخمس والعشرين سنة القادمة -2040/2015-وعند زيارتي لكندا تكون عندي أفكار كثيرة واشتياقات عديدة ستكون لخدمة المهجر,وبكل تأكيد زيارتي إلي أمريكا وأستراليا سيدعمان هذا العمل,ولابد أن يسبقه,ولهذا فأنا حريص علي زيارتهما في أقرب وقت…من ملاحظاتي التي سجلتها عند زيارتي لكندا-مثلا-أن تكون كنائس في المهجر بسيطة يخدمها كاهنان فقط يتعاونان كما أرسلهم المسيح اثنين اثنين,أما الكنائس الكبيرة الضخمة أو الكاتدرائيات فيكفي واحدة في كل إيبارشية كمركز لها..والزيارات التي يقوم بها الآباء الأساقفة والكهنة والشمامسة والأساتذة من معاهد اللاهوت في مصر مفيدة جدا لربط الأجيال بأرض الوطن وبالكنيسة الأم في مصر,والواجب أن يقوم هؤلاء بدعوة أبنائنا في المهجر لزيارة مصر في مجموعات صغيرة أو متوسطة للتعرف علي الإيبارشيات والكنائس والأديرة لتجديد ارتباطهم بالأصول ومعرفة الكنيسة الأم…وأيضا المدارس القبطية وهي مدارس مسيحية تساهم إلي حد كبير في تربية النشء بطريقة قوية تحفظ إيمانهم وثقافتهم المسيحية بصورة أرثوذكسية مستقيمة وسط عالم مفتوح…وهكذا.
———–
الأحد القادم
البابا تواضروس يكشف لـوطني
عن أمور داخلية للكنيسة…وتطلعاته لمستقبلها