على مدار هذا الاسبوع شهدت الكنائس المصرية و كافة كنائس الشرق الاوسط إجتماعات مكثفة لبحث أمور الخدمة على مستوى المنطقة ، فى ظل الصعوبات و التحديات التى تواجه المسيحيين بالمشرق العربى ، ففى بيروت أجتماع بطاركة الكنائس الشرقية، و بالاردن أجتمعت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الاوسط، و بمصر أجتمع مجلس البطاركة و الاساقفة الكاثوليك و تحمل السطور القادمة كواليس الاجتماعات و ما دار خلالها بين الواقع و الامنيات..
بطاركة الكنائس الشرقية فى لبنان
فى لبنان.. أجتمع بطاركة الكنائس الشرقية، للبحث في وضع المسيحيين في الشرق الأوسط ولا سيما الذين هجروا من أرضهم في العراق وسوريا ودعوة الدول النافذة الى تأمين العودة السالمة لهم إلى بلادهم.
شارك في الاجتماع غبطة الكاردينال بشارة الراعى، غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس، غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية للروم الكاثوليك، غبطة البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك السريان الأرثوذكس ، غبطة البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك، و بحضور عدد من الأساقفة وممثلين عن الكنائس المختلفة.
أستعرض الأباءُ أوضاع أبناء كنائسهم في سوريا والعراق وما أدّت إليه الحروب من تدمير وتقتيل وتهجير عدد كبير من المواطنين، كما أستمعوا إلى تقارير المسؤولين عن بعض المنظّمات التي تقوم بمساعدة هؤلاء المهجّرين والنازحين، و تجاه هذه المأساة الإنسانية الكبيرة التي يُصاب بها شعبُنا المسيحي ومواطنينا من الأديان الأخرى، وجّه أصحاب القداسة والغبطة النداء إلى كلّ من الحكومات المحلية والأسرتين العربية والدولية، بتأمين المساعدات اللّازمة للنازحين، والعمل الجادّ من أجل عودتهم إلى بيوتهم وأراضيهم، ومساعدتهم على إعادة بناء بيوتهم وترميمها؛ وتحرير الأسرى والمخطوفين العسكريين والمدنيّين ورجال الدين، ولا سيّما المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، ووضع حدّ للحرب في سوريا والعراق بالطرق السلميّة والمفاوضات السياسيّة والحوار الجدّي بين المتنازعين؛ والتوقّف عن دعم المنظّمات الإرهابية ومدّها بالمال والسلاح. فإنّ الأهداف السياسيّة والاقتصاديّة، مهما كبر حجمُها بنظر أصحابها، لا تبرّرُ كلَّ هذه الاعتداءات المشينة بحقّ الإنسانية، وهي تشكّلُ وصمةَ عار على جبين القرن الحادي والعشرين.
وفي لبنان، وأمام تداعيات الأوضاع العامة، السياسيّة والإدارية والاقتصادية، بالإضافة إلى تلك التشريعية والإجرائية والأمنية، يدعو الآباء الكتل السياسية والبرلمانية إلى تحمّل مسؤولياتهم الدستورية الخطيرة بانتخاب رئيسٍ للجمهورية. وهم يأملون أن تؤدّي الحواراتُ السياسيّة الجارية إلى حلّ هذه الأزمة بالتعاون مع الدول الصديقة المعنية، الإقليمية منها والدولية. فلبنان يحتاج إلى رئيس جامع معروف بحكمته ومصداقيّته، صاحب فطنةٍ ورؤية تمكّنه من مواجهة التحديات الراهنة، ومعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي جعلت الكثيرين من اللبنانيين يعانون من الفقر المتزايد، وتتآكلهم هموم حياتهم اليومية.
كما أنّ شبابَنا وقوانا الحيّة لا يجدون أمامهم سوى شرّ الهجرة مرغمين. وحتى إذا ضاعفت الكنائس والمنظّمات الاجتماعية خدماتها، فهي لا تستطيع لوحدها حلّ تلك الأزمات، ولا يمكنها ولا أحد سواها أن يحِلّ محل الدولة في النهوض بالاقتصاد الوطني، وتحريك مرافقه، وتحسين مستواه، وإيجاد فرص العمل الكافية لأبناء الوطن وسواهم.
مجلس كنائس الشرق الأوسط فى لاردن
و فى الاردن.. عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط أجتماعها، بدعوة من رئيس المجلس بطريرك القدس للروم الارثوذكس ثيوفيلوس الثالث وحضوره مع رئيسي المجلس بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان ورئيس الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الاردن والاراضي المقدسة المطران منيب يونان والأمين العام للمجلس الأب ميشال جلخ، و قد مثل الكنيسة القبطية الارثوذكسية نيافة الانبا بيشوى مطران دمياط، الاستاذ جرجس صالح مدير قسم العلاقات المسكونية بالمركز الثقافى القبطى الارثوذكسى، و من الكنيسة القبطية الكاثوليكية حضر نيافة الانبا كيرلس وليم مطران اسيوط للاقباط الكاثوليك.
بحثت اللجنة في المواضيع الواردة على جدول الاعمال و أشار المجتمعون إلى أن المسيحيين والمجلس الذي هو هيئة يجتمع حولها مسيحيو المشرق هو المعبِّر عن هواجسهم وتطلعاتهم ويتضرع إلى الرب أن يمنحهم النعمة والقوة للتمسك بأرضهم وهويتهم وإيمانهم.
أما النازحون فأستعرضت اللجنة أوضاع الاخوات والاخوة المسيحيين والمسلمين النازحين من العراق وسوريا الذين يعيشون في ظروف مأساوية بعيداً عن موطنهم ، ودرست السبل العديدة لمساعدتهم وقررت أنشاء هيئة أغاثة خاصة جديدة بهدف تقديم المساعدات المطلوبة لهم، ودعت المؤسسات الدولية إلى وجوب الاسراع في توفير العون لهم على الصعيد كافة، نتيجة تفاقم أوضاعهم المأساوية في المنطقة وأستهدافهم خصوصاً في العراق وسوريا ونتيجة أنتشار موجة الارهاب التكفيري والعنف غير المسبوق في تاريخ الشرق الاوسط وما نتج منه من قتل وتدمير وتهجير”.
و دعوا إلى إدانة الأعمال الارهابية والمجازر، و أستنكر المجلس الاعمال الارهابية التي تطال الابرياء بسبب إيمانهم المسيحي، ويدين أقتلاعهم وغيرهم من الاقليات من ارضهم في الموصل وسهل نينوى وسواهما، ويعتبر ذلك جرائم ضد الانسانية، و طالبت اللجنة التنفيذية المرجعيات الاسلامية والسلطات المدنية أن تفعل التعاليم الدينية والاخلاقية التي تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر”.
وطالب المجتمعون بإطلاق سراح المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وآخرين بعد أن مضى على هذه الجريمة النكراء حوالى سنتين ويطلبون بإلحاح من المرجعيات الدولية تكثيف الجهود لإطلاقهما ويصلون لعودتهما سالمين بأقرب وقت مع سائر المخطوفين.
و أكدت اللجنة خلال أجتماعاتها أنه يصادف عام 2015 الذكرى المئوية للمجازر التي أرتكبت بحق الارمن والسريان والكلدان والروم وسواهم من المسيحيين الابرياء فيتم تنظيم ندوة وصلاة تذكارية لراحة أنفس شهداء هذه المجازر والابادة والمشاركة في نشاطات أخرى تقام بهذه المناسبة.
أضافت اللجنة أن المجلس يعتبر الحوار بين الاطراف المتنازعين والحل السياسي هما السبيل الوحيد والأفضل لوقف أعمال العنف التي تشهدها بعض دول المنطقة ووقف مد المتقاتلين بالسلاح. ويدين المجلس الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الفلسطينيون في الاراضي المحتلة ويشجع على أستئناف الحوار بين أطراف النزاع من اجل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس”.
ومجلس البطاركة الكاثوليك فى مصر
و فى مصر.. أجتمع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في دار القديس اسطفانوس بالمعادي، حيث تدارس الآباء البطاركة والأساقفة، الأمور الإدارية التي تهمّ الكنيسة والخطوات الفعلية لتفعيل الموضوع الراعوي لعام 2015 ألا وهو “الحياة المكرسة”، كما أستمع المجلس إلى عدد من التقارير التي تخص الرهبانيات النسائية الكاثوليكية المختلفة بمصر.
و فيما يتعلق بموضوع الرؤية الإعلامية للكنيسة الكاثوليكية بمصر، أستعرض المجلس ما تم تنفيذه وما يجب القيام به من خطوات عملية في هذا المجال. وقد حث المجلس على ضرورة الاهتمام بالمجال الإعلامي لِما له من دور فعال في التواصل وفي رفع مستوى المؤمنين ثقافياً ودينياً.
هذا وقد وافق المجلس على إعادة تفعيل دور المجلس الراعوي في كل الإيبارشيات، على أن يكون هناك أجتماع عام لكل المجالس الراعوية في الإيبارشيات خلال عام 2015، وذلك لما رأى المجلس من أهمية وضرورة لدور المجلس الراعوي في حياة المؤمنين. كما حث المجلس كافة الايبارشيات على تنظيم ورش عمل لدراسة النقاط المطروحة على ورقة عمل سينودس العائلة القادم بروما، وذلك حتى تكون العائلة المصرية وطبيعتها وصعوباتها وأحتياجاتها حاضرة في مناقشات آباء السينودس.