أصبحت قضايا أمن البيانات والمعلومات المتعلقة بالمؤسسات والأشخاص فى غاية الأهمية ، خاصة مع انتشار التطبيقات التكنولوجية التجسسية والتى قد تساعد على أختراق أجهزة الكمبيوتر والموبايل من قبل “الهاكرز” ، وفى الماضى كنا نسمع فقط عن الهجمات اللإلكترونية الموجهة ضد البنوك والأجهزة الأمنية والمؤسسات الكبرى ، أما الآن فقط أصبحت عمليات الإختراق والنصب وسرقة البيانات تطول الأفراد سواء من خلال مواقع التواصل الإجتماعى أو التطبيفات ذاعة الإنتشار حالياً …
وفى مصر ناشد جهاز حماية المستهلك مؤخراً المستهلكين والمواطنين بضرورة توخى الحذر قبل الإشتراك فى المسابقات التى يُعلن عنها على صفحات التواصل الإجتماعي ومواقع الإنترنت ، مُطالباً بضرورة التأكد من مصداقيتها بالرجوع الى الجهة المعلنة لضمان عدم تعرضهم لحالات نصب أو سرقة لبياناتهم الشخصية ، وذلك بعد انتشار عشرات الإعلانات من هذه الفئة بغرض النصب والإحتيال .
من جانبه أوضح اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك أن طبيعة مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي قد تجعل بعض المستخدمين ينقرون على أزرار بالموافقة على شروط معينة للإشتراك فى المسابقات أو غيرها دون قراءتها قراءة متأنية وهذا بدوره قد يؤدى الى وقوع بعضهم فى مشاكل والتزامات قانونية مترتبة على الموافقة دون التروي فى فهم واستنباط الشروط المنظمة لتلك المسابقات ، أو الإدلاء ببياناتهم الشخصية والتى يمكن فى بعض الأحوال أن يتم استغلالها من جانب بعض المحتالين لسرقة هويات المستخدمين واستخدامها فى أعمال غير مشروعة وهو ما يعرضهم إلى الوقوع تحت طائلة القانون .
وحول نوعية إعلانات المسابقات التى أنتشرت بهدف النصب والإحتيال ، أكد “يعقوب” أنه تم رصد مؤخراً وجود إعلان على أحد مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي يقوم بحث الأشخاص على الإشتراك في المسابقة الثانية والممتدة حتى نهاية يناير 2017 بعد أن تم الإنتهاء من المسابقة الأولى وأن شركة تويوتا تقدم 300 سيارة كجوائز وأنه ليس على الشخص سوى القيام بخطوات بسيطة من خلال الدخول على الصفحة وادخال البيانات الشخصية ، موضحاً أنه تم التواصل مع ممثل العلامة التجارية تويوتا داخل جمهورية مصر العربية للإستفسار عن مدى صحة المسابقة وتبعيتها للشركة ، وكانت المفاجأة بأن الشركة قد نفت وجود أية علاقة لها بالمسابقة ، كما نوهت الشركة أنه لا يوجد مثل هذه المسابقة من جانب شركة تويوتا في أي بلد في العالم.
وأضاف رئيس جهاز حماية المستهلك : إن إدارة تكنولوجيا المعلومات بالجهاز قامت بتتبع الموقع الذى يروج للمسابقة لمحاولة تحديد هويته ، وقد تبين أن هذا الموقع مسجل بإسم شركة تدعى GABON TLD B.V بدولة هولندا ، وأن الموقع الإليكتروني يبث من خلال خادم موجود بالولايات المتحدة الأمريكية ، ولا علاقة له بشركة تويوتا.
تطبيقات غير مؤمنة
أكد المهندس مصطفى عبد الواحد الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الإتصالات على أن كل من يحملون «هواتف ذكية» معرضون للإختراق، منوهاً أن كل التطبيقات المتاحة للهواتف الحديثة لإجراء اتصالات صوتية أو مرئية تعمل من خلال منصات خارج مصر، مثل فيس بوك، و فايبر وواتس آب، وغير ذلك من التطبيقات الغير مؤمنة ، مشيراً إلى أن المواطن لا يحتمل قرارا كهذا، بالإضافة إلى أن حجبها يكلف الدولة ملايين الدولارات.
حماية الموبايلات من الهجمات والفيروسات
نوه الدكتور بهاء حسن استشارى أمن الحاسبات والمعلومات بإن الوسيلة الوحيدة هى توخى الحذر من خلال عدم الرد على اى رقم مجهول المصدر لأن تليفونات المحمول تعتبر كمبيوتر صغير يمكن اختراقه بسهولة ، لذلك فيجب أن نقوم بتوعية مستخدمى المحمول لأنه من السهل مهاجمة أى شخص من خلال ارسال صورة أو إيميل له على الموبايل ويتم ضغط التاكيد عليه ويتحول إلى فيروس أو تشفير كل محتويات الوبايل ، موضحاً أن هناك بعض البرامج الخاصة تقوم بحماية الهواتف من الفيروسات بالأضافة أن هناك أشخاص لديهم قدرات خاصة فى استخدام تقنيات جديدة لمرافقة مستخدمى المحمول صوت وصورة حتى إذا كان الهاتف مغلق يوضح بهاء أن برامج التجسس على الموبايل من الصعب اكتشافها بسهولة لأى شخص يستخدم الموبايل نظراً لأنها برامج تنتجها شركات دولية ويمكن شرائها من الإنترنت ، منوهاً بإنه يجب إخفاء الكاميرا الأمامية والخلفية خاصة إذا كان الفرد داخل منزله لأنه بسهولة يُمكن فتح هذه الكاميرات إلى جانب أيضا غلق كاميرشاشة الاسمارت tv وهى شاشات التلفزيون لأنه يمكن أيضا فتحها .. لافتا إلى أن شركات الإتصال غير مسئولة عن رقابة التليفونات المحمول فهى مسئولية الدولة .
توغى الحذر من التطبيقات الغير أمنة
أوضح الدكتور توفيق اسماعيل هندسة القاهرة بقسم الإتصالات و شبكات الحاسب أن نقل الصوت تقنية تختلف تماماً عن تقنية نقل البيانات فانه من خلال الرد على المكالمة التليفونية كيف يمكن أن تسرق بياناتى الشخصية هذا كلام خطأ لأنه أثناء الرد على المكالمة ليست هناك بيانات منقولة .
أضاف د. “توفيق” أنه مجرد استخدمنا لـ”لواتس اب” أو مواقع التواصل الإجتماعى أوبرامج اخرى تشابه ذلك يُمكن من خلالها نقل البيانات بسهولة على سبيل المثال اذا قام رقم مجهول بالإتصال بي من خلال هذه البرامج السالف ذكرها وغيرها وطلب مصادقة فمن السهل جداً نقل بياناتى الشخصية ، بالإضافة إلى أن هناك بعض البرامج من شروطها التجسس فيجب توخى الحذر والحرص على مصادقة الشخص ..
موضحاً أنه ايجب أن يكون لديا 2 حساب واحد شخصى واللأخر لعملى نظراً لوجود صدقات على كل المواقع التواصل الإجتماعى فهذا من شانه خطر كبير يتم فيه عمليات النصب والتجسس حيث توجد خاصية تسمى privcy ” “وهى تختص بالخصوصية، فمن خلالها يجب أن يقوم المستخدم بتحديد الأشخاص المسموح لهم بالإطلاع على تفاصيل الحساب الشخصي .
أشار الدكتور توفيق اسماعيل قائلاً : إن الكلام حول إمكانية أى شخص بالقيام يفتح الكاميرا الخاصة بك وأنت داخل منزلك ومشاهدتك هو كلام عار تماماً من الصحة نظراً لأن المشكلة هذه يمكن أن تحدث إذا قام الشخص بالضغط على كلمة pop-up” ” وهى موجودة فى كل الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر فمن البديهى تكون هى سبب كل المشكلات ومن هنا بجب غلق هذه الصفحات دون السماح لاى شخص لمشاهدتها ومن ثم يتم استغلال الشخص لأنه لم يقرأ شيئاً خاصة أنه ليس على درايا باللغة الانجليزية ويتم الضغط ok وتحدث المشكلة .
لافتا إلى وجود برامج لحماية أجهزة المحمول والكمبيوترات يجب تنزيلها على هذة الأجهزة وذلك لحماية المستخدم والتاكد من تشغيلها باستمرار ، مشيراً أن شركات المحمول هى المنوطة بمعرفة وتحديد أماكن الأشخاص وليس الأشخاص كما يثار فى بعض الوسائل الإعلامية عن أنه يمكن لأى شخص مشاهدتك وأنت داخل منزلك هذا خطا …منوها بأن الألعاب التى يتم تنزيلها على الهواتف هى تمثل خطورة كبيرة لأنها ألعاب تقوم على برامج “مفتوحة المصدر” يُمكن أن يكون هناك شخص أخر بيلعب معاك فاذا كانت الألعاب معروفة فلا غبار عليها .
الإفصاح عن معلومات
بينما قال الواء محمود منصور نائب رئيس حزب الأمل والعمل أنه يجب على المصريين ترك الإنترنت وما به من بيانات حتى كل الدعوات والإرشادات الدينة مضللة وليست دقيقة وليست نابعة من مصادر حقيقة بل كل مصادرها مجهولة ، وبالتالى هى مشكوك فيها ومن ثم إذا ما انتقلنا إلى النصائح الطبية والغذائية فالغالبية العظمي منها هى أنه لن تكن خاطئة ومضللة فهى جزء من حرب اقتصادية تمارس ضد بعض الشركات والمنتجات لترويج أشياء أخرى وحيث أنه لا شئ بدون مقابل فمن المؤكد أن من يفسدون هذه الرسائل لهم أهداف تعود عليهم بالنفع ولا يعنيهم من قريب أو بعيد مصلحة المجتمع على الإنترنت وفى ابسط الأمور إنها تحرق الوقت الذى يمكن ان نمضيه فى الإستفادة العلميه والثقافية والدينية أوتحسين مهارتنا وأمورنا الشخصية .
أضاف الواء “منصور” إن التكنولوجيا بدون مقابل فهذا غير صحيح ، إذن لأبد أنها تبحث عن معلومات بطرق حديثه استغنت فيها الدولة المالكة لتلك التكنولوجيا عن الجاسوس النمطى الذى عرفناه فى الخمسينات والستينات تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لجلب المعلومات التى تتضمنها الحوارات المتبادلة بين مستخدمى الإنترنت ، منوهاً أن الأجهزة المعادية للعالم العربى تلجأ إلى تنشيط التفاعل على شبكات التواصل الإجتماعى من خلال النصح والإرشاد وإبداء التعاطف مع مصالحنا بالنسبة للشباب حتى يدخلوا فى حوارات تتعمق بالتدريج إلى أن تصل إلى الإفصاح عن معلومات هم يبحثون عنها وإذا ما قام أحد بمراجعة ماذا استفاد من هذا الوقت امام الأنترنت فلن يجد أى استفادة حقيقية.
مكاسب من الخداع والتضليل
أشار اللواء حسام سويلم المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية قائلاً : إن الأرقام المجهولة المصدر لها أهداف مادية للحصول على الأموال أو الخداع والتضليل، فلأبد من مقاطعة هذه الأرقام من خلال عدم الرد عليها ، مشيراً إلى أنه يحب توعية المجتمع بهذه الأرقام وعدم التعامل معها والدولة تغلق عليها ، لافتا إلى الحرص الشديد مع التكنولوجيا الحديثة وعدم التجاوب معها .
من جانبه أوضح كبرلس سمير بهيج بخدمة عملاء شركة فى فودافون : إن الأرقام المختصرة هى خدمات تقدم للمواطن أثناء الرد على المكالمة فيتم فتح المكالمة صوتية وتكون مسجلة ، فاذا كان العميل يريد الإشتراك يتم الضغط على موافق ويتم الإشتراك على سبيل المثال هذه الارقام خاصة بشركتنا وهى 1212/2424/97550.. مشيراً إلى أن الأرقام المخترة إما هى خدمات أو أخبار عامة ، لافتا إلى أن ن كل الجوائز والعروض تكون معروفة من خلال الوسائل الإعلامية وليست الأرقام المختصرة مثلما يحدث فى بعض الرسائل المضللة .
تأمين نقل الصور
من جانبه يرى الباحث محمد البحيري المعيد بقسم نظم ومعلومات بأكاديمية المستقبل أن تداول الوسائط المتعددة مثل الصوت والصور والفيديو أصبح الآن يتطلب سرية وأمانٍ عالٍ أثناء النقل نتيجة للتطور السريع في تكنولوجيا الوسائط المتعددة وتداولها عبر شبكات الحاسب ، لذا فإن حماية بيانات الصور من الوصول غير المصرح به أو اعتراض المعلومات أصبحت مشكلة ساخنة يدرسها الخبراء والباحثون ، وهذا فى ظل أن أصبح أمن البيانات مسألة حساسة وملحة ، منوهاً أن التشفير الكمي للصور يُعد أحد أهم موضوعات معالجة المعلومات الكمية فى دراستة البحثية بعنوان : “التشفير الأمني ومنع التجسس للصور” ، مع الأخذ في الاعتبار التوثيق وحماية المحتويات والسرية للصور الكمية مقترحاً نموذج جديد لتشفير الصور الكمية مبني علي تشتت وتغير القيم في الصورة باستخدام طريقتين لتفادي عيوب كل طريقة وهما “Arnold , Fibonacci” وطريقة تغير القيم لعدم السماح بفك التشفير من طرف المهاجمين ولزيادة الأمان في الخوارزمية عن طريق “Gray Code”.