يتوافد الألاف من الزوار على كنيسة الأنبا بيشوى بميدان المنشية الشهيرة “بعذراء الزيت المقدس” ببورسعيد كل عام فى ذكرى تذكار معجزة السيدة العذراء , إلى الكنيسة للنيل من بركة الزيت المقدس المتساقط من صورة “عذراء التجلي” معجزة حدثت عمرها أكثر من ستة وعشرون عامًا تحديدا في 20/2/1990ومنذ ذلك التوقيت ومعجزات الشفاء مستمرة , حيث يتسابق الجميع على الزيت المقدس الذي تفوح منه رائحة الياسمين لشفاء أمراضهم المزمنة “فالزيت” في الكتاب المقدس يرمز إلي “عمل الروح القدس” وثماره في الإنسان , كما يرمز إلي التجديد الروحي , وأن أبناء الله والقديسين كأنوار تضئ في عالم الظلمة “وها العذراء الام الحنون تقول لنا انا معكم وارافقكم بصلواتى وافيض عليكم بالبركة”, فعن كنيسة الانبا بيشوى العتيقة وعن تاريخها .
للقديس العظيم الأنبا بيشوي له مكانته العظمية في الكنيسة بشكل عام نظرا لانه تلامس مع السيد المسيح ذاته وغسل له قدمية بل ايضا حملة فوق منكبية , وذلك قد وضعة فى رتبة سامية داخل الكنيسة القبطية الارثوذكسية خاصة , كما أن له محبة ومكانة خاصة بين الأقباط الارثوذكس في محافظة بورسعيد وهذه المحبة الوطيدة لها جذور بدأت منذ ما يقرب من الخمسين عاماً عند ما جاء من ديره العامر القمص مكسيموس الأنبا بيشوي ليخدم فى مدينة بورسعيد التى كانت انذاك تتبع الكرسى الاورشليمى ومقره ” مدينة القدس ” .
وأيضا عند ما كان أول من قام بالخدمة الكنسية في كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس عند تدشينها سنة 1952 القمص أرسانيوس الأنبا بيشوي وكيل مطرانية الشرقية ومحافظات القناة في ذلك الوقت , مما يعطى إشارة من الله بقدوم راعى من دير الانبا بيشوى وهو من يضع تلك الايبارشية نصب عينية دون ريب فأنهما كانا يبشران دون أن نعلم بقرب ميلاد ايبارشية بورسعيد المستقلة عن الكرسى الاورشليمى , ورسامة أول أسقف لها من دير القديس العظيم الأنبا بيشوي العامر , الا وهو الراهب أرسانى الانبا بيشوى الذى أصبح حاليا نيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس اسقفا لبورسعيد انذاك ومطرانا للايبارشية وتوابعها حاليا وبه تدعمت محبتنا وتوطدت علاقتنا بالقديس العظيم الانبا بيشوى الرجل الكامل .
تدشين كنيسة باسم الأنبا بيشوى
وكانت أول أعمال الأنبا تادرس أسقف بورسعيد الإنشائية بعد جلوسه على كرسيه كان العمل على تشيد كنيسة تدعى على اسم شفيع ديره وشفيعة الحبيب القديس الأنبابيشوي في مدينة بورسعيد , ولان الايبارشية كانت ناشئة فى ذاك الحين , ولا تتوافر بها امكانات مادية ضخمة تسمح ببناء كاتدرائية باسم الانبا بيشوى او حتى كنيسة صغيرة تدشن على اسمه الطاهر , فقد سعى نيافة الأنبا تادرس بعد صلوات وطلبات الى الحصول على مكان معد للصلاة ككنيسة صغيرة يمكن ممارسة انشطة العبادة واقامة الصلوات بها .
مبنى الازيل يحتضن كنيسة الانبا بيشوى
ومع رفع الصلوات الحارة اجتهد نيافتة للحصول على مكان ملائم لتدشين مذبح فيه على اسم الانبا بيشوى , وجاءت الفرصة سانحة من خلال توافرمبنى ” الإزيل كوفريه ” الذى كان خاصا براهبات الراعى الصالح في هذا المبنى , كما هي عادتهم في كل مبنى يقيمون فيه , حيث يقيموا كنيسة صغيرة لممارسة طقوس عبادتهم الليتورجية فيها , وبالفعل قد قامت الكنيسة المختارة مكان الكنيسة الصغيرة هناك , وتم تدشينها باسم القديس العظيم الانبا بيشوى الرجل الكامل حبيب مخلصنا الصالح وأن مبنى “الازيل كوفرية” الذى هو فى ميدان المنشية ببورسعيد حاليا , ويقع امام “كنيسة سانت أوجينى للكاثوليك” , وهؤلاء الكنائس نشأت فى الاعوام الاولى لتاسيس مدينة بورسعيد فى نهاية القرن التاسع عشر , وكانت محل اقامة وصلاة الارساليات الدينية الغربية التى كانت تأتى الى بورسعيد انذاك .
الكاثوليك يتنازلون لأسقف بورسعيد
فكان الأقباط الكاثوليك يقيمون الصلاة في هذه الكنيسة بجانب اقامة راهبات الراعى الصالح بها ,وحدث ان الكنيسة القبطية الارثوذكسية ببورسعيد في عهد المجلس الكنسي كانت قد تفاوضت على شراء الكنيسة الإيطالية التي تقع في شارع ابراهيم باشا بجوارالقنصلية الإيطالية بحى الافرنج , وتم الاتفاق وتحدد موعد توقيع عقد البيع النهائي ولكن حال دون توقيعه مطالبة الأقباط الكاثوليك بأحقيتهم في الصلاة في تلك الكنيسة , ومن ثم فقد حصلوا عليها هم وتركوا كنيسة راهبات الراعى الصالح الصغيرة للانبا تادرس ممثلا للاقباط الارثوذكس .
استلام الكنيسة و تدشينها
وفور حصول نيافة الأسقف على مبنى ” الأزيل كوفريه” فى غضون عام 1978 م , قام نيافتة بتجديد هذه الكنيسة تجديداً شاملاً ووسع من رقعتها بعد تدعيمها, وقام ايضا بازالة الحائط الأوسط الذي كان يحد من مساحتها الى جانب تجديد الأرضية وتبليط الحوائط وتشيد المذبح وصنع الحجاب وتزينه بالأيقونات القبطية الرائعة التي تجلى فيها الفن القبطي وكذلك جوانب الكنيسة وسقفها العلوي وتتميزبالصور والرسومات والزخارف الجميلة والنقوش البارزة كما تم تأسيس الكنيسة بأفخرالأثاث والمقاعد والثريات الكهربائية ودشنت الكنيسة باسم القديس الانبا بيشوى فىفى نفس العام.
العذراء تزور الكنيسة وتباركها بمعجزة
والحدث الجلى … معجزة السيدة العذراء الباهرة فى كنيسة الانبا بيشوى ونزول “الزيت السماوى المقدس” كل عام ليتزامن مع العمل الالهى والذى تم ببركة السيدة العذراء فى عام ( 1990 م ) بشفاء احدى السيدات من شعب الكنيسة من المرض الخطير وازالة الاورام بيدها الطاهرة بشفاء معجزى تم فى منزل احد كهنة الكنيسة “القمص بولا سعد” , ومنذ وقت حدوث المعجزة الى الان وعمل الرب لا يتوقف فى هذا المكان الطاهر , لنجد سلسلة من المعجزات لا تنقطع حلقاتها امام مرئى ومسمع الجميع حتى يوميا , علاوة على أن الزيت المقدس الذى يتبارك به الكثيرون ويحدث بسببه معجزات عديدة , ويذكر ان الزيت لم ينقطع عاما واحدا طيلة الفترة منذ حدوث المعجزة وحتى الان .
مذابح الكنيسة
قام نيافة الاسقف المكرم الانبا تادرس اسقف بورسعيد انذاك بتدشين مذبحا واحدا فى بداية الامر على اسم القديس الانبا بيشوى الرجل الكامل , ومع مرور الايام وحدوث المعجزة التى شارك فيها القديس ابانوب النهيسى , فقد كان الامر حتميا ان ينال نصيبه بتدشين مذبحا اخر على اسمه الطاهر, وبالفعل تم ذلك بجانب المذبح الرئيسي الذي تم تدشينه على أسم القديس العظيم الأنبا بيشوي كما دشن نيافة الأسقف مذبح آخر على اسم القديس الشهيد أبانوب .
اباء الكنيسة الاجلاء
وقد قام نبافة الاسقف المكرم بسيامة ابنا بارا من ابناء بورسعيد باسم القس بيشوي فخري كاهناً وقد تمت رقيتة فيما بعد إلى درجة القمصية بعد ذلك , كما سام علي مذبحها الطاهر الأب القس بولا سعد الذى نال درجة القمصية , فيما بعد ويخدم معهما الان نخبة من الاباء الاجلاء وهم القس صليب حكيم والقس بيمن صابر والقس ارميا فهمى والجميع يشهد لهم جميعا بالخدمة الامينة والعمل الجاد بكل نشاط.
الكنيسة و جيلا من الخدام
وأخرجت الكنيسة جيلا امينا من الخدام الورعين الذين اولوا الخدمة الكثير من جهدهم ووقتهم وكان من ثمار هؤلاء الخدام الاب بيشوى فخرى الذى صار كاهنا للكنيسة وزرجتة الفاضلة تاسونى سهير , حيث كانوا فى السابق يخدمان فى كنيسة السيدة العذراء الاثرية ببورسعيد وعند تدشين مذبح الانبا بيشوى فى عام 1978 م , اتجها سويا لبناء خدمة روحية شهد لها الجميع بالامانة والاخلاص , وتشهد الكنيسة للمتنيحة زوجته تاسوني سهير خدمتها الجباره في الكنيسه حتى فى اثناء مرضها الاخير وتعبها الى حين انتقالها للسماء, وربنا ينفعنا بصلواتها وهيفي احضان القديسين واعمالها وخدمتها تتبعها وتزكيها امام عرش النعمه , وايضا الشماس المبارك فريد فهمى الذى كان قائدا لصفوف الشمامسة ومجموعات الالحان حيث سيم كاهنا امينا يعمل فى حقل الكنيسة ويغرس فى كرم الرب , ونهضت على يديه العديد من مجموعات من براعم الشمامسة , هذا الى جانب العديد من الخدام.
مقتنيات الكنيسة
كما توجد في الكنيسة مقصورة جميلة تحتوي على اجزاء من رفات الأباء الرسل الاطهار, بجانب مقصورة اخرى بها جزء من رفات الشهيد أبانوب النهيسى , علاوة على الكسوة الخاصة بانبوبة القديس الانبا بيشوى بديرة العامر بوادى النطرون , وأيضاً توجد مقصورة كبيرة قد وضعت فيها لوحة تحتوي على قصة ظهور السيدة العذراء بمدينة بورسعيد وخطوات المعجزة الباهرة واثار معجزة شفاء إلى جانب صور ايضاحية واقعية لكافة وقائع هذه المعجزة.
الصورة المعجزية للعذراء تبارك الجميع
كما توجد الصورة المعجزية للقديسة مريم العذراء وهى بشكل التجلى الباهر والتى باركتنا بها السيدة العذراء بهطول الزيت المقدس منها شفاءا وبركة للجميع , لكافة اطياف الشعب بكافة الملل والعقائد , وينضح الزيت المقدس منها ابيض ناصع وبرائحة ” ماء الورد ” التى تجعل كل من يأخذ تلك البركة السماوية يندهش لعظمة هذه الاعجوبة وبركات السماء فى هذا المكان وعظمة وشفاعة السيدة العذراء ام الجميع , وتتمجد من خلالها السيدة العذراء بمعجزات عديدة صدر منها حتى الان عدة اجزاء متداولة فى المكتبات المسيحية ومكتبة الكنيسة ببورسعيد.
الكنيسة تخدم الحى الافرنجى والمناطق المجاورة
وبعد أن قام نيافة الأسقف بتدشين هذه الكنيسة بدأت خدماتها على أكمل وجه في المنطقة الكبيرة المحيطة بها والتي كانت محرومة من الرعاية الدينية الارثوذكسية , كما أنها المسؤلة عن خدمة الحى الافرنجى والمناطق الاخرى المجاورة له .
نشاط الكنيسة يزدهر
و قد سمحت العناية الالهية فيما بعد بانشاء بيتا للشمامسة يخدم العديد من الشباب المغتربين والدارسين فى جامعة قناة السويس ومعاهد بورسعيد , بل وامتد هذا العمل لرعاية الشباب الجامعي المغترب الذي يقيم في “بيت الشمامسة” داخل مجمع الخدمات الكبير الذى اضحى صرحا ضخما الان لتقديم الخدمات الكنسية والأنشطة الاجتماعية لابناء المنطقة كلها , وقد قامت الكنيسة بكل الخدمات وجميع الأنشطة وماتزا ل تقوم بها بنشاط تحت رعاية نيافة االمطران الحالى الانبا تادرس, سواء كان بين الشباب المغترب أو في فصل الصيف مع الرحلات الكثيرة المتنوعة الوافدة من جميع الإيبارشيات , وهكذا صارت مثل خلية نحل تعمل في كل وقت ليلاً ونهارا , نصلى لان يكمل الرب عملة فى هذا المكان الذى اختارة لسكناة وايضا اختارتة امه العذراء الطاهرة لتحل ببركتها فيه على مر ما يقرب من سبعة وعشرون عاما حتى الان , ونأمل دوما فى ديمومة شفاعتها لنا وبركتها فى وسطنا وبركة القديس العظيم الانبا بيشوى الرجل الكامل حبيب مخلصنا الصالح , تشملنا دوما ويبارك فى بيعتة المقدسة بمدينة بورسعيد , امين .
[T-video embed=”9miU513leDQ”]