قال الباحث الآثري أحمد عامر، إن الفراعنه عرفوا الاهتمام والاعتناء بأطفالهم، حيث نجد أن الطفل يتلقي تربيته الأولى بطبيعة الحال من أمه فهي التي ترضعه ثلاث سنوات كاملة، ولم يكن رباط الأبوين بأولادهما بحكم ما خلق الله من عاطفة بذرها غريزة فيهما فحسب، بل لقد كان الولد بالنسبة لأبيه حامل اسمه ووريثة الذي يتولي بيته من بعده.
كما كان الولد الأكبر من بعده رجل البيت، وقد اطمئن المجتمع المصري إلى رعاية الأم لطفلها في الثلاث سنوات الأولى.
وقد شارك الأب المصري زوجته في الحب على صغارها، ولم يكن أباً غليظا على أطفاله.
وتابع “عامر” أن الرعاية الصحية كانت من أبرز أمور العناية بالطفل وتربيته ويبدأ الإعداد لها من قبل مولد الطفل، حيث نتبين ذلك مما جاء في كتب الطب، ثم تستمر تلك الرعاية بعد مولد الطفل.
وقد عرف الفراعنه أن لكل سن ما يناسبها من لعب وألعاب ويفي من لعب أولادهم لعب وعرائس ودمي كثيرة، ولقد علم الأباء أولادهم آداب السلوك وقواعد المعاملة في أثناء تربيتهم الأسرية وسلحوهم بكرائم الأخلاق والمُثل العليا منذ الصغر، وحث الفراعنه أبنائهم علي توقير الشيوخ وأصحاب المقامات العُلي.
وأشار “عامر” أنه كان من الطبيعي أن يتفاوت رضا الأبناء بما دعاهم الأباء والحُكماء إليه فيكون منهم البار والعاق، والصالح والطالح، والمُطيع والعاصي، والواعي والغافل، فشاعت بين أخيارهم عادة احترام الابن لأبيه وقيامه عند التحدث إليه، ومخاطبته على استحياء، وتوقير كبار السن عامةً، وصورت هذه العادات قصص مصرية قديمة، كما صورها الفنانون ورددها الأبناء فيما كانوا يكتبونه عن سير حياتهم.
واستطرد “عامر” أن الحكماء المصريين قد رتبوا تعاليهم بما يتفق مع مطالب مجتمعهم والروح العامة التي سرت بين طبقاته، فوافقوا الآاء على ما فرضوه لأنفسهم من حقوق الطاعه والإشراف على أبنائهم وأكدوها لهم، وقالوا معهم إنه ما من مولود يستطيع أن يبلغ الحكمه من تلقاء نفسه، ولكنهم آثروا التوسط في تعاليهم، وإستحبوا من الأب أن يشفع أمره ونهيه بوسائل الإقناع، ونبهوا الابن إلى أن فضيلته تعود بالنفع عليه وحده وأن خير ما يرثه عن أبيه هو توجيهه إلى تحري العدالة.