قال الباحث الآثري أحمد عامر، إنه منذ تأسيس الدولة ومصر لها منظومة حربية دقيقة التنظيم، وفي القاعدة يقوم الكتبة بمراقبة التجنيد وإدارة التعيينات وإسناد الوظائف، وفي كل عصر كان الملك هو القائد الأعلى للجيش والقائد النظري للمعارك، أما القوات النظامية القليلة العدد فكانت تُستخدم عادة في المهام السلمية والأشغال العامة والتجارة، وعلاوة على الفرقة المختارة المخصصة لحرسة القصر، وشرطة الصحراء، كان هناك كثير من وحدات الجيش تقوم بأعمال تهدف لتدعيم رهبة ملك مصر في قلوب الدول الأجنبية، وجلب الأشياء التي كانت تزين الملك.
وأشار “عامر”، إلى أنه كان لهذا الجيش نظام ولكنه جيش قومي يخضع لأوامر وقوانين دقيقة تفرضها الحكومة، وكانت فرق الحرس تقسم إلى صفوف كل منها عشرة رجال وتسير في طوابير منتظمة، عندما أستقل رؤساء الأقسام الإدارية في عصر الأضطراب الأول، جندوا قوات مساعدة من البرابرة لأستعمالهم الشخصي، ودربوهم على القتال، وجندوا الشباب من أبناء مقاطعاتهم، أما الدولة الحديثة وهي عصر الفتوحات العظمى فكانت عصر الجنود المحترفين المنظمين بطريقة تكاد تكون حديثة، فإن لم يقم الفرعون بقيادة العمليات الحربية بنفسه فإنه كان يشترك في مجلس الحرب، ويسند القيادة العليا للجيش إلى قائد عظيم، وكانت هناك مناطق عسكرية يشرف عليها ضباط مسؤلون.
وتابع “عامر” أنه لما قوى الجيش سياسياً في نهاية الأسرة الثامنة عشرة أرتقى القائدان “حور محب” و “رمسيس الأول” العرش، ومنذ ذلك الوقت إنحدر الملوك من الجنود، ولم يثقوا بالنبلاء ولا بالقوات الوطنية، وأعطوا الأفضلية للضباط البرابرة وجنودهم الأجانب، وفي بداية الألف سنة الأولى قبل الميلاد حكم الجنود المرتزقة الليبيون البلاد مع “شاشنق” ومنذ الأسرة السادسة والعشرين، وثق الفرعون بمشاته الذين أحضرهم من بلاد الإغريق أكثر من ثقته بالطائفة العسكرية المصرية.