على الرغم من الجهود التي بذلها محمد علي للنهوض بالتعليم، إلا أنها لم تُبذل أي محاولات في سبيل فتح مدارس لتعليم الفتيات.
ورغم أن نظام الكتاتيب حتى قبل عهد محمد علي كان يَسمَح للفتيات بالالتحاق بالكُتاب إلا أنها كانت ميزة ندُر أن استخدمتها نساء ذلك الزمن.
وفي عصر الخديوى إسماعيل، قامت زوجته الثالثة “جشم آفت هانم أفندي” بإنشاء مدرسة للبنات وهي تعتبر من أولى المدارس للبنات، فدفعت مبلغاً كبيراً من المال لشراء قصر قديم في منطقة “السيوفية” في القاهرة.
-أمرت جشم هانم بتحويل القصر إلي مدرسة للبنات تضم مائتي تلميذة للقسم الداخلي، ومائة أخرى للقسم الخارجي، وقد افتتحت هذه المدرسة في عام 1873 باسم “المدرسة السيوفية” ثم تغير اسمها بعد ذلك إلى “المدرسة السنية”.
-معنى “السنية”:سَـنيّة بفتح السـين مؤنَّث سَـنيّ، وهو من الفعل سـنا أي علا أو ارتفع، فالسـنيّ هو الرفيع، وسَنِيَ: صار ذا سَناء ورِفْعةٍ وقَدْرٍ، وفي هذا الوقت كان مصطلح الدائرة السنية يستخدم للإشارة إلى أملاك الخديوي إسماعيل، وصاحب لفظ السنية كثير من الكلمات مثل: الإرادة السنية- السلطنة السنية.
– في يناير 1873 افتتحت أول مدرسة للبنات لتعليم المرحلة الابتدائية في مصر، وبعد مرور 6 أشهر كانت المدرسة على موعد لاستقبال 286 تلميذة، وفي سنة 1874، وضعت خطط الدراسة ومناهجها ولوائح تنظيم مدرسة السيوفية، وهي نفسها مدرسة السنية، أول مدرسة حكومية لتعليم البنات في مصر.
– كان التعليم في مدرسة السنية مدته خمس سنوات يتمثل في تدريس القراءة والكتابة والحساب والرسم والجغرافيا وأشغال الإبرة والطبخ والغسيل والتدبير المنزلي، بالإضافة إلي تعلم اللغتين التركية والفرنسية، وتلقين القرآن الكريم للطالبات المسلمات، ونتيجة لإقبال بنات الوجهاء والكبراء أمر الخديوى إسماعيل بإنشاء مدرسة أخرى تكون من العظمة والبهاء، بحيث يقتصر دخولها علي بنات العائلات الرفيعة والبيوتات الكبيرة فقط.
– بعد عصر الخديوى إسماعيل تدهورت المدرسة وفقدت قيمتها في نظر الناس، حتى كادت تتحول إلى ملجأ لليتيمات، وعدها ديوان المدارس مدرسة خيرية، إلى أن أحيلت إلى ديوان الأوقاف عام 1885، ثم عادت لنظارة المعارف سنة 1889، وخرجت آخر دفعة لها في قسم مدرسة المعلمات عام 1932، ثم تحولت بعدها إلى نظامي الكفاءة والبكالوريا.
أما أشهر خريجات مدرسة السنية :- باحثة البادية ملك حفنى ناصف (1886- 1918)
– نبوية موسى (1886- 1950)