يبدأ الزوجين حياتهما الزوجية وهما مفعمين بالأمل فى حياة يسودها المحبة والسلام والراحة فى مستقبلهما معا ،لكن كثيرا ما تتبدل الامور بعد أشهر قليلة من الزواج قد تصل بالزواج إلى طريق مسدود ويبدأ كل طرف فى البحث عن وسيلة للانفصال عن الطرف الاخر ويلجأ للكنيسة والمحكمة وتبدأ سلسلة من المشكلات والمتاعب التى لاتنتهى ..
المتخصصين فى المشورة الأسرية انتبهوا إلى الأسباب الأساسية للمشكلات بين أى زوجين ،وبدأت فى وضع هذا الموضوع للمناقشة داخل معاهد المشورة وفى كورسات الاعداد للارتباط أو للمتزوجين بالفعل .
انه مثلث المشكلات الزوجية : «الجنس.. المال.. الأهل»، ونناقش معا أحد اضلاع هذا المثلث وهم :الأهل ..أسئلة كثيرة وحيرة كبيرة بشأن هذه الأمور لدي كل من الزوج والزوجة، قد يفصحان عنها أو تظل حبيسة بداخلهما لتسبب صراعات فيما بينهما تزداد حدتها مع الأيام.. حيث تحدث مشاكل متكررة بسببهم، ويرجع ذلك كما تري الدكتورة سهير الدمنهوري أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب – جامعة حلوان – إلي أن الآباء والأمهات في مجتمعنا يقومون بتربية أبنائهم بأسلوب يجعلهم يعتمدون عليهم وليس على أنفسهم..! انه نادراً ما نجد الوالدين يفعلان عكس ذلك، فالآباء لا يميلون إلي الاستقلالية في حياتهم وينتقل ذلك بالتبعية لأبنائهم في المستقبل حتي بعد زواجهم فنجد البنت تتزوج ولكنها في ذات الوقت أدمنت التواكل علي أمها التي تظل لفترة طويلة تعد لها الطعام وأحياناً أخري تجلس الزوجة وزوجها عند الأم أو الحماة لعدة أيام متوالية كل أسبوع….! وهذا الأمر يعطي مساحة كبيرة للآباء والأمهات لأن يتدخلوا في حياة أبنائهم بشكل مبالغ فيه وزائد عن الحد في بعض الأحيان.
لذلك على الزوجين أن يتعاملا مع حياتهما الأسرية بنوع من الخصوصية الشديدة حتي مع والديهما فلا يجب أن تُحكي تفاصيل الحياة بين الزوجين سواء المتعلقة بمشكلاتهم معا أو بظروف العمل والتفاصيل الكثيرة فى هذا المجال مطلقاً أمامهما،فعلى الزوجين ان يتفهما انهما اصبحا أسرة منفصلة عن الاباء ولهم حياتهم الخاصة بكل تفاصيلها التى ليست مجالا للنقاش مع الوالدين والاهل والأقارب .
بالإضافة إلي ضرورة الاتفاق بين الزوجين في آرائهما واتجاهاتهما خاصة أمام الأهل وبهذا الشكل يظهر الزوجان بصورة جيدة أمام الأهل ولا تكون هناك أي تدخلات منهم في قراراتهما لأنهم يشعرون بأن الطرفين يتفقان وقرارهما نابع منهما معاً.