بينما نحتفل اليوم بعيد الأم، ويبدع الجميع في أختيار الهدايا،وتمتلئ البيوت بالزيارات ليغمر الأبناء أمهاتهم بمشاعر الحب والشكر، هناك أبناء في الغربة لم يستطيعوا الاحتفال بعيد الأم بهذا الشكل، فالغربة منعتهم من ذلك، وحرمت المسافات هؤلاء الأمهات من حضن أبنائهم، وهنا نقترب من هؤلاء لمعرفة كيف يحتفلوا بأمهاتهم برغم غربتهم؟ وبماذا تشعر الأمهات في هذا اليوم؟
“المكالمات التليفونية والهدايا القيمة عوضآ عن الزيارات”
قال أمير ظريف “في كندا”: أحساس الغربة مؤلم جدآ، خاصة في المناسبات والأعياد، ولكن الغربة لم تمنعني من الأحتفال بأمي فأعتدت أن أكلمها في بداية اليوم، وأثناء مكالمتي لها تكون الهدية أمامها، فقبل عيد الأم بفترة أتفق مع أختي لشراء هدية أمي وغالبا تكون ملابس لها، فلا أحرم نفسي من سماع أول رد فعل لها بعد رؤية الهدية، وغالبا ما تنتهي المكالمة بصوت دموعها وهي تدعي لي.
راندا حسام “في الأمارات” أكدت: أن الاحتفال بالأم لا يكون ليوم واحد فقط، بل ينبغي أن يكون على مدار العمر كله، من خلال تقديم الطاعة الدائمة لها، والدعاء لها، ومع ذلك فإن يوم عيد الأم يعد مناسبة مميزة لإبراز الحب والوفاء لما قدمته أمهاتنا من تضحيات لا يمكن حصرها، وأنا أعرف أن لكل شئ ثمن فتمن غربتي هو الحرمان من حضن أمي، و هي تتألم أيضا لذلك أحاول أن اعوضها بهدية قيمة تعبر لها عن حبي وأشتياقي فأحرص علي شراء ذهب لها،وأنا أعرف جواهرجي في مصر أتصل به مسبقآ، ليعد لي الهدية وأجعله يوصلها لها مع بوكيه ورد، وعن هديتها هذا العام قالت أشتريت لها “كوليه” بالرغم من أرتفاع أسعار الذهب الجنونية، لكني لم اريد أن أغير العادة.
عبر ريمون ميخائيل “في أمريكا” عن شوقه الكبير لأمه في يوم عيد الأم، وكلما إقترب عيد الأم ويكثر الحديث عنها، يشعر بالحاجة للاقتراب منها، والارتماء في أحضانها، ولذا يحرص على الاتصال بها في يوم عيد الأم مهما كانت مشاغله، وأكثر ما يؤثر فيه هو بكائها عند سماع صوته ورغبتها في رؤيته، أما عن الهدية التي يقدمها لها، فيشتريها بالتنسيق مع إخوته، حيث يرسل لهم المال لشراء هدية قيمة، وهديتها هذة السنة “تكيف وديب فريزر”.
“تذكرة سفر..أفضل هدية لأمي”
هناك أبناء لم تكفيهم الكالمات التليفونية والهدايا القيمة، فالتقابل عن قرب والاحضان لابديل لهما في هذا اليوم
قالت سارة رأفت “في الكويت”: لم أتخيل أن يمر يوم عيد الأم دون أن أكون بجوار أمي، ونظرآ لظروف العمل هنا بالكويت والتي تمنع الأجازات، فقررت أن ارسل لأمي هديتها قبل عيد الأم بأيام، وهي تذكرة سفر للكويت ذهاب وعودة، ولم أكن أتوقع أنها ستفرح بها لهذه الدرجة، وسوف نقضي معآ يوم عيد الأم ولم تمنعني الغربة من حضن أمي.
“دموع..ذكريات..دعوات هكذا يقضون الامهات يومهم”
وكما أقتربنا من الأبناء نقترب من الامهات لنعرف كيف يقضون عيد الأم ويبعدهم عن أبنائهم مسافات
تنهدت سوزي سامح “ربة منزل” وقالت: هديتي هذا العام كانت ولادي نفسهم، فأنا أم لولد وبنت والأثنين سافروا دبي، لم أكن أتوقع أنه سيأتي يوما ويبعدوا عني، لكن بعدما أنتهوا من الدراسة وبدأوا رحلة البحث عن عمل لم يجدوا عمل مناسب لهم إلا بدبي،ولم أستطيع أن آقف أمام مستقبلهم، لكن لم أشعر بأي مناسبة وهم بعاد عني والحياة أصبحت “ملهاش طعم”، وكانت أفضل مفأجاة لي عندما وجدتهم أمامي في الشقة قبل عيد الأم بساعات وفي يديهم “ورد” كما عودوني قبل سفرهم، وفرحة عمري عندما قالوا لي “مينفعش عيد الأم يعدي وأنتي بعيد عننا، حضنك أهم حاجة عندنا في اليوم ده”.
علي النقيض أنهارت الدموع من أعين “فوزية سعيد” كلما ذكرت أسماء أولادها الموجودين في أمريكا منذ خمس سنوات، وقالت ان لا طعم لعيد الأم بدونهم، وفي هذا اليوم تجلس بمفردها تسترجع ذكرياتها معهم وذكريات عيد الأم بوجودهم، وأن الذكريات هي رفيقتها الوحيدة في ذلك اليوم، برغم من أتصالتهم بها وفي هذه السنة فوجئت بأولادها أرسلوا لها بالبريد السريع البوم صور يضم ذكريات الطفولة معها وكلمات عرفان وشكر وأشتياق لها، وأنهت فوزية كلامها قائلة “ماعنديش غير الدعوات ليهم، وأكتر دعوة بدعيها أن ربنا يجمعني بيهم تاني”.