أختارت وكالة الانباء العالمي رويترز صورة لسيدات مصريات يبكين على النعوش المارة لشهداء تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية – لتكون صورة اليوم ، فتستمر المرأة المصرية متصدرة الأحداث منذ احداث 25 يناير والذى ظهر جليا فى الاعتصام فى الميدان وفى محمد محمود وظلت صامدة تواجه العنف والتحرش الذى وصل إلى حد التعرى والاغتصاب ، وفى 30 يونيو كانت النساء متصدرن المشهد فى الاحداث فقادت المسيرات ضد الاخوان وحكمهم ، ولم تكتف بذلك بل استمرت كرمز للمشاركة السياسية فى الاستفتاء الشعبى على تولى الرئيس السيسي للسلطة المؤقتة ثم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية .
ومؤخرا جاءت المرأة القبطية لتتصدر المشهد من جديد ولكن فى هذه المرة كشهيدة وام واخت وابنة ومؤخرا كمواطنة ضد الفتن الطائفية وضد الانقسام فى المجتمع خلال احداث انفجار الكنيسة البطرسية .. حول المشهد الاخير كان لنا هذا التحقيق :
تحقيق : أنجيل رضا
المرأة دائما مستهدفة
فى البداية تقول هبة عادل رئيس مؤسسة مبادرة المحاميات المصريات لحقوق المرأة والمحامية ، ان المرأة دائما مكلومة فى كل الاحداث ، بل أصبح استهداف النساء اوضح ما يكون فأصبحت العمليات الارهابية فى تطور الرهيب ،فلم يعد يقتصر على جنودنا الشباب حتى يوجع قلوب امهاتهن بل وصل الى استهداف السيدات مثلما حدث فى انفجار الكنيسة البطرسية ، ولكن الغير مقبول هو تواطؤ النساء ضد النساء ، فقد اعلن ان هناك سيدة سهلت على الانتحارى الدخول للكنيسة وهذا غير مقبول ، فمن وصل بها الجبروت ان ترى نساء واطفال وهم يتمزقن من الانفجار ، فكيف وصل بها العنف الى هذه الدرجة .
وتؤكد عادل ، أن المرأة دائما على استعداد للتضحية وقد اوضحت بسالتها فى كل المواقف، كما ان الجماعات المتطرفة دائما تهدف فى اعمالها الى تراجع المرأة عن دورها فى مواقفها الواضحة ، فقاموا بالتحرش بها والاعتداء المباشرة والان استهداف النساء بجرائم الارهاب وهذا تطور فى الاجرام .فمنذ ثورة يناير توجه رسائل للسيدات حتى تتراجع عن المشاركة لانها اثبتت فى كل وقت انها عامل مؤثر فى المجتمع .
اما عن المرأة كضد الطائفية ، فاولا يجب ان نؤكد ان الارهابى ليست تربية ام بل صنيعة خلل مجتمعى وفكرى ، فالنساء دائما اكثر وعيا بموضوع الطائفية ، فالام هى حس الاسرة والحس الاجتماعى والوطنى ، لذلك الحس الطائفى لديها ليس موجود بل الحس التربوى الاجتماعى هو الاساس .
المرأة شهيدة فى كل العصور
تتذكر الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، رئيس تحرير جريدة الأهالى ، انه عندما سأل الأديب نجيب محفوظ فى حوار بمجلة نصف الدنيا عن رأيه فى المرأة أجاب انها ليست نصف الامة بل كل الدنيا . وهذا صحيح فهى التى تربى وتعلم وتزرع القيم وتبنى الاسرة ، فليس لديها شئ تخسره اهم من اسرتها ، شجاعة ومقدامة ، وهذا يوضح فى الدور الذى لعبته فى 30 يونيو، وعندما يموت لها احد الابناء او الزوج فهى من تتحمل ، فهذه هى المرأة المصرية ، حتى الاعلاميين الذي تعرضوا للاعتداء امام الكاتدرائية كانوا سيدتين ، لذا يجب ان ندرك ان اهداف الارهاب هى الكنيسة والاعلام فهم المحاور الرئيسية فى اسقاط حكم الاخوان ، فكانت النتيجة ما نراه الان من انتقام ، فقد قاموا بحرق الكنائس بعد فض ميدان رابعة لزرع الفتنة ولكن جاء رد البابا تواضروس ليغلق امامهم اى محاولة عندما قال ” اذا حرقت الكنائس سنصلى فى الجوامع واذا احرقت الجوامع سنصلى فى الشارع ، فوطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن ” ، فكما قال الرئيس هذا الارهاب مفضى للفشل ، فالدولة من عهد الملك فاروق وهى تواجه الارهاب وترفضه وتتصدى له بكل فئاتها وفى القلب النساء المصريات ، فالنساء المصريات شجعان ارتباطهم بالوطن ارتباط عميق ، فهى التى تقدم اولادها شهداء فى الجيش ، فهى دائما تتصدى لاى محاولة لهدم الدولة والاستقرار فهى تتصدر دائما المشهد لانها ناضلت من اجل إحداثه .
الام تجمع ولا تفرق
وتؤكد نجلاء ابو المجد المحامية وعضو هيئة عليا لدى حزب المصريين الأحرار، ان المرأة دائما تعبر عن المواطنة فلا تفرق بين دين او عرق ، فهذا الحادث الارهابى جرح كل النساء من ام وزوجة وابنة ، فلقد خلقت المرأة لتجمع ولا تفرق ، وان نظرنا على القائمين على العمليات الارهابية سنجد ان نسب النساء بالنسبة للرجال ضئيلة جدا .
فالمرأة المصرية اوضحت للعالم انها رمانة الميزان فى كل الاحداث منذ 25 يناير 2011 ، بل وتصدت لكل المواجهات اللاحقة ، ولهذا السبب مازالت مستهدفة ، فهى التى توجع القلب عند تعرضها للاذى ، فهدف الارهاب هى اوجاع الامة سواء فى ابنائها او نسائها واخيرا توجهوا الى الفتيات العرائس الصغيرات بل وحاولوا اثارة الفتنة الطائفية ولكن المرأة والمجتمع مدركين لذلك ومهما حاولوا لن يتم التفريق بين ابناء الامة الى يوم الدين ،فكما تصدت النساء للاخوان عندما ارادوا تغيير الهوية المصرية ، فكذلك النساء سيتصدن لاى اثارة للفتن الطائفية .