هى باحثة حقوقية وناشطة وسياسية مصرية، ####السفيرة المصرية الأولى####، و ####الوزيرة المصرية الثانية####، ذات بصمة في تاريخ العمل النسائي المصري، هي الدكتورة الراحلة ####عائشة راتب#### ، وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية (1974–1977) وسفيرة مصر في الدانمارك ثم ألمانيا الغربية .
هى باحثة حقوقية وناشطة وسياسية مصرية، ####السفيرة المصرية الأولى####، و ####الوزيرة المصرية الثانية####، ذات بصمة في تاريخ العمل النسائي المصري، هي الدكتورة الراحلة ####عائشة راتب#### ، وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية (1974–1977) وسفيرة مصر في الدانمارك ثم ألمانيا الغربية .
ولادتها ونشأتها
ولدت عائشة في الدرب الأحمر فى 22 فبراير عام 1928، لأسرة تنتمي إلي الطبقة الوسطي، من أم أجنبية وأب مصري . حصلت علي الثانوية من مدرسة السنية بالسيدة زينب وكان ترتيبها السادس، وكانت قراءتها لكلاسيكيات الأدبين الإنجليزي والفرنسي، دافعا للالتحاق بكلية الآداب ،وبالفعل تقدمت إلي الكلية، لكن عادت وسحبتها بعد أسبوع للالتحاق بكلية الحقوق التي اشتهرت بتخريج السياسيين والزعماء وكانت تسمي كلية الوزراء.
تخرجت في كلية الحقوق ضمن العشرة الأوائل آنذاك ، ثم قرأت في الصحف أن مجلس الدولة يطلب مندوبين مساعدين وتقدمت للوظيفة، كان مقررا أن يلتقي العشرة الأوائل بالدكتور السنهوري ـ رئيس مجلس الدولة ـ في الإسكندرية، وعلمت حينها أن رئيس الوزراء حسين باشا سري رفض تعيينها ، لأن ذلك يتعارض مع تقاليد المجتمع المصري، حيث كان من النادر جدا أن تتولي سيدة منصبا فما بالك بمجلس الدولة.
تحكى دكتورة عائشة : للحصول علي حقي انضممت إلي جمعية هدي شعراوي وكل الجمعيات المطالبة بحقوق المرأة، ولم أكتف بذلك، بل رفعت دعوي قضائية علي مجلس الدولة، وكان عمري آنذاك حوالي 21 عاما، ولكن دون جدوي، فالقضية رفضت.
واثناء الدراسات العليا فى كلية الحقوق ، تقدمت بطلب تعيين كمعيدة ، ووعدها العميد وقتها د. حامد فهمي بالتعيين ولم تكن الكلية وقتها عينت معيدات فكان هناك اعتراض .
وبعد حصولها على الدكتوراه من باريس عادت إلي مصر وتم اختيارها ضمن لجنة “المائة” التى كانت مسئولة على الإشراف علي انتخابات المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي عام 1971 وكتابة الدستور ومناقشة اختصاصات رئيس الجمهورية في الدستور ، وفي اللجنة المركزية طلبوا منها ترشيح نفسها ، وهو ما حدث، وكانت رقم 2 .
وزيرة الشئون الاجتماعية
كانت الوحيدة فى اللجنة المركزية وبحضور الرئيس انور السادات التي طالبت بتجديد اختصاصات رئيس الجمهورية، ففوجئت بورقة صغيرة تصل إليها مكتوب فيها “ارحمينا يا دكتورة” فعلق السادات قائلا:”سيدة قالت رأيها بصراحة وحددت اختصاصات رئيس الدولة، وهو موجود وقاعد فوق في اللجنة المركزية تيجي وزيرة”. وبهذا اختارها السادات وزيرة للشئون الاجتماعية براتب 235 جنيها .
عندما تولت منصبها كانت في ظروف حرب الاستنزاف وانفجار أزمة المهجرين من مدن القناة، وارتفاع الأسعار وانخفاض الدخول فأصدرت قرارا برفع قيمة راتب عسكري الجيش من 2.5 جنيه إلي 10 جنيهات ، حينها قال لي الرئيس السادات:”أيوه كده اكسري الروتين ولا يهمك، نون النسوة أثبتت أنها أجدع، اعملي كل ما يأتي في دماغك طالما هو صح”.
في عام 1975 أقرت معاش السادات للفئات معدومة الدخل التي لا تظلها مظلة التأمينات الاجتماعية، وأصدرت قانونا يعطي للشباب حق الحصول علي معاش حتي عمر 26 سنة، وأعطيت الحقوق للابنة المطلقة في الحصول علي معاش أبيها مرة أخري في حالة طلاقها، وأصدرت قانون الأحوال الشخصية الذي أعده فريق من العلماء وكان لا يبيح الطلاق إلا أمام القاضي ولكن السادات سحبه لأنه واجه معارضة شديدة، وتفجرت مظاهرات طلاب الأزهر ضد القانون وذلك لسوء الفهم الذي لحق به. بالاضافة الى قانون الخدمة العامة للشباب والشابات الذين لم يؤدوا الخدمة العسكرية للعمل في المشروعات التنموية ومحو الأمية بالقري والنجوع، وقانون الـ 5% الذي يفرض علي الجهات الحكومية تعيين 5% من مجمل موظفيها من المعاقين.
حرب اكتوبر
كانت تزور المصابين في المستشفيات لمساندتهم، وكانت السيدة جيهان السادات حريصة علي مشاركتها في الزيارات، وبعد انتهاء العمليات كانت ضمن أعضاء الحكومة في مجلس الشعب حينما كرم الرئيس القادة العسكريين، لم تشعر يوما بأي اختلاف وهى وسط الرجال رغم كونها السيدة الوحيدة، فكانت أول معيدة في كلية الحقوق وأول أستاذة وأول رئيس قسم، وكانت المرأة الوحيدة في الوزارة .
استقالة الوزيرة
في أعقاب أحداث 18 و19 يناير 1977 قدمت استقالتها للرئيس السادات، مع عدد من الوزراء، بعد أن اختلفوا مع الرئيس السادات في أسباب الأحداث، فكان رأيه أنها انتفاضة حرامية، وهم كانوا يروا غير ذلك انها انتفاضة شعبية ، فقررت تقديم استقالتها مما أغضب السادات .
وكان من المتبع أن الوزير الأستاذ بالجامعة، يعود لجامعته بعد انتهاء عمله الوزاري، أما هى فظلت في البيت لمدة شهر دون أن يصدر قرار العودة للجامعة، وطلب منها الكثيرون كتابة مذكراتها ، لكنها رفضت قائلة ” لم أكن أريد التعرض لرجل أكرمني، واختارني للوزارة مرتين، وترك لي مطلق الحرية طوال مدة الوزارة، لأفعل ما أشاء مادمت أعتقد أنه صواب “.
بعد ذلك عينها الرئيس السادات سفيرة بوزارة الخارجية وتم اختيارها سفيرة بالدنمارك، وخلال فترة عملها في الدنمارك علم الرئيس السادات أن أبنائها يقيمون في ألمانيا فنقلها سفيرة هناك.
تقول عن عملها كسفيرة ” كنت ثاني سفيرة عربية بعد أخت الملك الحسن، أيضاً لم أكن أول سفيرة لمصر في أوروبا فقد سبقتني إلي هذه الدول حتشبسوت ونفرتيتي ونفرتاري وهن ملكات مصريات معروفات بالاسم في هذه الدول “.
حصلت الدكتورة عائشة راتب على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1995. وتوفت الدكتورة عائشة راتب يوم 4 مايو عام 2013 الحالى
نشرت عنها انباء موسكو خبر وفاتها قائلة : وفاة أول سفيرة لمصر في الخارج عن عمر ناهز 85 عاما .