إرتفعت أسعار اللحوم بطريقة غير مبرره منذ رمضان الماضي ، حيث وصل سعر كيلو اللحم بين 70 و85 جنيهآ ، ومع إقتراب عيد الأضحي تراوحت أسعار اللحوم بين 80 و110 جنيهآ للكيلو ، وأعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع متوسط أسعـار اللحـوم الحمـراء المحـليـة فــى مصر من 17 جنيها كجم عام 2000 إلى 67.7 جنيه كجم ، عام 2013 بنسبة 298.2%، وذلك رغم زيادة كميـة الإنتــاج المحـلى مـن اللحوم الحمراء من 702 ألــف طــن عـام 2000 إلــى 965 ألـف طـن عام 2013 ، بنسبة زيادة 37.5%، فـى حيـن ارتفعـت كمية المتاح للاستهلاك من اللحوم الحمراء من 931 ألف طن إلى 1298 ألف طن بنسبة 39.4% خلال نفس الفترة ، ولإحتواء الموقف قامت القوات المسلحة بطرح كمية من اللحوم الحمراء في منافذ البيع التابعة لها بسعر 55 جنيهآ للكيلو البلدي ، كما قامت وزارة التموين بتوفير كافة اللحوم للمواطنين في فروع المجمعات الاستهلاكية وشركتي الجمله بسعر 40 جنيه لكيلو اللحوم السودانية ، بالإضافة الى لحوم أخرى من عدة مناشئ مختلفة من أستراليا ومن أورجواي وبأسعار مخفضة ، ورغم ذلك ظلت الأسعار مرتفعه الأمر الذي دفع البعض لترويج حملة لمقاطعة اللحوم علي شبكه التواصل الإجتماعي تحت مسمي ” بلاها لحمة “حتي ينخفض سعرها الي خمسون جنيهآ . ولكن مع المقاطعة زادت أسعار البدائل من الأسماك والدواجن التي وصل سعرها الي 18 جنيهآ لكيلو الدواجن البيضاء بزيادة 15% عن الفتره السابقة .
وقد أكد الخبراء ان سياسة العرض والطلب وجشع التجار مع قلة الإنتاج من أبرز الأسباب التي ادت إلي إرتفاع اسعار اللحوم .
قال الدكتور مختار الشريف الخبير اإقتصادي : ستظل أسعار اللحوم مرتفعة طالما يوجد تهاتف شديد عليها مع قلة الإنتاج والمعروض ويرجع ذلك إلي عدم وجود مراعي وتنافس الحيوانات مع الإنسان علي الأرض الزراعية في طعامها ، ومع هذا لا نجد تضاعف في الإنتاج .
وأشار إلي أن الحكومة ليس لها دور في الحد من إرتفاع الأسعار وأن ما تقدمه وزارتي التموين والقوات المسلحة من طرح لحوم بأسعار مخفضة ماهي إلا هوامش حتى يتمكن محدودي ومتوسطي الدخل الإستفاده منها .
وأوضح أن المقاطعة تعني تقليل الطلب وليس الإنقطاع الكلي عنها ، لانه طبقاً للثقافة المصرية لايوجد من يستطيع الإستغناء عنها كليآ اذ كان يمتلك ثمنها ، مشيراً إلي عودة أسعار اللحمة المرتفعة عقب إنتهاء حملة ” بلاها لحمة ” ولأجل تجنب هذا نوه الشريف إلي ضروره إستمرار المصريين جميعاً في المقاطعة ،وزيادة الإنتاج عن طريق الإستيراد أو تأجير بعض المزارع من الدول المجاوره كالسودان ، بالإضافة إلي زيادة البديل من معروض اللحوم الداجنة والأسماك والتي سيلجأ إليها المواطنون حتي لا يرتفع أسعارها هي الأخري ويصبح كأن شئ لم يكن .
أضاف الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدي الإقتصادي االمصري للدراسات الإسراتيجية والإقتصادية أن جشع التجارومستوردي اللحوم وراء إرتفاع أسعارها فيما أطلقوا عليه ” الإقتصاد الحر” ، حيث لدي التاجر الحق والحرية في شراء وبيع ما يشاء بالأسعار التي يختارها وللمواطن الحرية في الشراء أو العزوف عنه . كما أن السوق المصري هو سوق “إحتقار القلة ” حيث يتفق المنتجون والمستوردون فيما بينهم علي علي الكمية وأسعار المعروض مستغلين سياسة العرض والطلب ليتحكموا في الأسعار .
ونوه عبده إلي نموذج السوق الأوربي وهو سوق المنافسة الكاملة الذي يتم فيه عرض عدد كبير من سلع المنتجين بجانب المستوردين مما يخلق سوق متوازنة وأسعار عادلة.
وأشار إلي وجود عجز في إنتاج اللحوم الحمراء بمصر ولكن المعروض منها كثير نتيجة الإستيراد ، مؤكداً انه في حالة تم زيادة الإنتاج يجب علي الدولة التدخل ووضع معايير لضبط البيع والشراء وتحذر تصديرها للخارج حتي لا تعاود إرتفاع أسعارها .
وأكد عبده علي ضروره إتفاق وزارتي التموين والزراعة علي عرض المزيد من اللحوم بالجمعيات الإستهلاكية ومنافذ البيع التسويقية بدون هامش ربح مرتفع ، وقال : ان انواع هذه اللحوم لا نجدها إلا أيام العيد فقط ولكن إستمرار طرحها سيخفف ضغط الشراء من الجزارين ويخلق سوق متوازن.
وأوضح ان حملة بلاها لحمه لن تأتي بالثمارالمرجوه لأن القائمين عليها هم من الشباب الذين لا يملكون القرار في عدم شرائها ، فالمتحكم الرئيسي في عملية الشراء هو صاحب رأس المال بالأسرة ” الأب” المقتدر الذي لن يستطيع حرمان أولاده من اللحوم خاصة وإن كانوا في مرحله النمو ، مشيرآ إلي حمله مقاطعة قام بها البريطانيون لإرتفاع أسعار السلع وإلتزم بتطبيقها الأغنياء قبل الفقراء ولذا نجحت الحملة . أما في مصر فالأغنياء لا يبالون بمدي إرتفاع أسعار السلع أو الحوم ويقوموا بشرائها والذين يقاطعون هم الفقراء ، ففي مصر نرفع شعارات ونطبق شئ مختلف . موضحاً انه للقضاء علي ظاهره غلاء اللحوم نحتاج تغيير ثقافة الإستهلاك لدينا وهو من أصعب الأمور وتطبيقة يحتاج وقت طويل لكن نتائجة مجدية ، كما أن علي تجار اللحم ان يعوا جيدآ إنه في حالة عودة إرتفاع أسعار اللحوم مرة أخري ستعاود حمله المقاطعة .