نظم المركز الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة ندوة عن مشاركة الشرق الأوسط فى الحد من التسليح النووى ، وتم مناقشة التدريب الميدانى والكشف الموقعى الذى ستجريه المنظمة فى شهر نوفمبر المقبل على فرضية حدوث تجربة نووية .
و قالت جيهان العلايلي المستشارة الاعلامية للتمرين الميداني لمنظمة الحظر الشامل للتجارب النووية CTBTO : أن التدريب الميداني المتكامل الذي تقوم المنظمة بتنفيذه في الاردن لمدة خمسة اسابيع ابتدائاً من 3 نوفمبر حتى الاول من ديسمبر هو تدريب افتراضي، و محاكاة لما يسمي بــ سيناريو التفتيش الميداني ، وهو آلية من إحدي ركائز نظام التحقق الذي تعتمد عليه المنظمة للبحث والتقصي لفرضية معينه، وأعطت مثال وتشبيه برجال المطافئ ، فهم لا ينتظروا الحريق يزداد لكي يتم إطفاء هذا الحريق، ويتم التدريب علي التقنيات حتي يكون هناك استعداد للعمل يصل الي درجة عالية من السرعة والإنجاز .
وأوضحت جيهان أن المنظمة قائمه منذ عام 1996 و يتم التطور في آلية العمل داخل المنظمة وفى التقنيات العلمية التي يمكنها ان تنفذ طبقا لمعاهدة حظر اجراء تفجيرات نووية في اي مكان سواء علي سطح الارض أو في الغلاف الجوي أو تحت الماء أو في باطن الارض.
وأشارت إلى أهمية المعاهدة لأنها تجعل من الصعب علي الدول التي لايوجد بها قنابل نووية التفكيرفي امتلاك سلاح نووي أو في صنع هذه القنابل من خلال التجارب النووية الأولية ، وصولاً لتطوير السلاح أو امتلاك سلاح نووي ،أما بالنسبة للدول التي تمتلك سلاح نووي فهناك صعوبة ان تحاول أن تتطور او تمتلك سلاح اشد فتكاً.
والمنظمة تعمل أيضا علي منع الأضرار الهائلة التي تلحقها النشاط الاشعاعي الناجم عن التفجيرات النووية سواء بالبشر أو بالحيوان أو بالنبات أوالتفجيرات النووية التى تضر بكوكب الارض والانسان.
وأوضحت جيهان أن أول تفجير تم من قبل الولايات المتحدة سنة 1945 في صحراء ولاية نيومكسيكو الأمريكية وبعدها بشهرين تم إلقاء القنابل علي هيروشيما وناجازاكي، وكانت القوة التي للقنبلة الواحدة تزن 13 كيلو طن، و هذا يعتبر اول واصغر سلاح نووي في العالم تم استخدامة عام 1945 ، وتقدر قوة مدي فتك السلاح النووي في لحظة سقوطها علي الارض بحوالى ١٣ كيلو طن ، وقد قتلت ٨٠ الف شخص لحظه سقوطها في نجازاكي ، وادت اشعاعاتها إلي هلاك ٨٠ الف شخص اخر ، في مدي قطره ٤ كم ، فضلا عن إصابات عديدة في مدي قدره ٩ كم.
و أضافت: أن أكبر تجربة نووية قام بها الاتحاد السوفيتي في كازاخستان ، كانت قوتها ٥٠ الف كيلو طن ، ووصلت إشعاعاتها إلي مدي قطره ١١٥ كم، موضحة ان الولايات المتحدة قامت بــ ١١٣٠ تجربة نووية والاتحاد السوفيتي السابق قام بــ ٧١٥ تجربة وفرنسا قامت بأكثر من 200 تجربة، والمملكة المتحدة والصين 45 تجربة أجرتها كل منهما، ومنذ عام 1966 خرقت ثلاث بلدان الوقف الفعلي للتجارب النووية ، حيث قامت كل من “الهند “و”باكستان ” في عام 1988 بإختبار أسلحة نووية ، وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في الأعوام 2006 و2009و2013 .
اضافت جيهان : أن التفجيرات كانت في أماكن متفرقة مثل المحيطات والصحراء في دول كثيرة مختلفة، مثلاً فرنسا عملت التجارب في صحراء الجزائر في الستينات، و مع التطور العلمي أصبحت رؤوس القنابل النووية وزنها أخف كثيراً عن وقت ما بدأت عام 1945، حيث كان وزنها 300 كيلو جرام والآن تصل الي 27 كيلو جرام، وأصبحت أكثر واخطر فتكاً ودماراً .
وأوضحت أن المحطة تقوم برصد الانبعاثات المشعه لرصد الهزات الارضية ، وأيضا يتم رصد أي تغير في الغلاف الجوي أو المحيطات ، وتقوم المحطات بعد الرصد بإرسال المعلومات للمركز الدولي ومقره في فيينا ، ويقوم المركز بتحليل هذه البيانات ويعطى النتائج لكافة الدول الاطراف في المعاهدة.
وأضافت: أن المعاهدات قائمة ولها أليات معينة لرصد أي دولة تحاول أن تعمل تفجيرات نووية ، ووسائل الرصد موجودة عن طريق محطات ومراكز رصد في أكثر من مكان بالعالم ، وعند إكتمال المعاهدة ستكون هناك مراكز للرصد في 337 في جميع انحاء العالم.
وقالت جيهان أن الدول عندما تقوم بالتفجيرات النووية لا تعلن عن نفسها، إنما الفرضية للتفتيش الميداني والمتابعة هي التي ترصد، وهي الأسلوب الامثل للتاكد مما إذا كان قد حدث تفجير نووي بالفعل او ليست له علاقة بالتفجيرات النووية ، كحدوث تفجيرمثلا في منجم تحت الارض، أم نتيجة نشاط بركاني، فبالتقصي وتحليل البيانات والرصد يتم التعرف من خلال التفتيش الميداني والمتكامل ويتم الوصول إلي الحقيقة.
وأضافت أنه تم عمل تدريب ميداني عام 2008 في كازاخستان وسيقام هذا العام في نهاية نوفمبر وأول ديسمبر تدريب مدته خمسة اسابيع، وسيكون هناك 40 عالم ومفتش، وستشارك الدول الأطراف في المعاهدة لكي يتم تنفيذ البروتكول ، وسيتم إستخدام أكثر من 15 ألية بتكنولوجيا متطورة للبحث والتفتيش في هذه الفرضية التى تعتمد على المحاكاه ، أى لن يحدث تفجير نووي بالارض ، ولكنها فرضية سيناريو محاكاه لحدوث تفجير نووي والتدريب عليه للتأكد من جاهزية المنظمة.
- وأشار الاستاذ أشرف أمين رئيس القسم العلمى المشرف على نوادى علوم الأهرام إلى أن هذه الندوة يتم تنسيقها بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية CTBTO .
- وقال “جوردون ماك لويد” رئيس قسم التخطيط والسياسات بالتفتيش الموقعى باللجنة التحضيرية لمنظمة الحظر الشامل للتجارب النووية التابعة للأمم المتحدة ” CTBTO” : أن عملية التفتيش يجب أن تتم خلال مدة لا تزيد علي ٦ ايام من وقوع أى شىء مثير الشك في وقوع تفجير نووي حتي لا تتلاشي الأدلة على وقوع التفجير.
وأضاف: خلال أربعة ايام من طلب الدولة التى تشك أن هناك تفجير نووي، يقوم المجلس التنفيذي الموجود في فيينا بإرسال فريق المفتشيين خلال ستة أيام، إذ يجب أن يكون هناك 40 مفتش وتكنولوجي جاهزون للعمل داخل الاماكن التي يتم التفتيش بها ، وأن يتم توفير 150 طن من الاجهزة والمعدات المستخدمة لتكون معهم .
وأوضح “ماك لويد” : أن الهدف من إجراء التدريب خلال عدة سنوات هو إختبار جاهزية المنظمة للإنجاز خلال التوقيت الصحيح ، طبقاُ للبروتكولات المرسومة لإنجاز العمل ، ويتم وضع خطة تصحيحية للفجوات التي تم رصدها أثناء تنفيذ التدريب للوصول للدروس المستفادة، و يتم عمل بناء قدرات مرة أخري لتدريب المفتشين وأيضا تدريب فريق متكامل، و كل هذا تحت مسمي مرحلة واحدة للوصول للمرحلة الثانية لما بعد دخول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيز التنفيذ، بعد تصديق الدول عليها ، ليبدأ فعليا عمل المنظمة وعمل إجتماع للدول الاعضاء، ثم بناء قوائم المعدات التي لابد من إعتمادها لاستخدامها أثناء التدريبات القادمة .
وأضاف: أنه مع كل تدريب جديد تكون هناك محاولة وضع سيناريو متكامل؛ بحيث أن كل التقنيات الحديثة في مجال الرصد والتقصي والقياس الطيفي تعمل بشكل متكامل.
ويستخدم في التدريب الميداني 15 تقنية من أصل 17 تقنية والتى التي تنص عليها المعاهدة لهذا العام ، وهذا جزء من التحدي وصعوبة الاختبار ، وهناك تدريب لسنوات قبل إجراء الاختبار المتكامل وهناك 150 طن من المعدات المستخدمه في التدريب وسيكون هناك 250 مشارك من 41 دولة من الدول الأعضاء في الاتفاقية وعدد من المفتشين والأعضاء المشاركين بما في ذلك مشاركة علماء مصريين من منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية .
- وبسؤال وطني عن ما هي المعايير التي تم اختيار دولة الاردن على أساسها لإجراء تلك التدريبات ، وهل تقدمت مصر بطلب لعمل سيناريو محاكاه للتدريب على أرضها بحال حدوث أى إنفجار نووى ؟
أجاب “ماك لويد”: لقد تم ارسال المعايير لكل الدول الاعضاء، وأول شيء يجب ان يتاح لدي الدولة المتقدمة للحصول على التدريب هو مساحة الف كيلومتر مربع ، وأن تتمتع بظواهر جيولوجية وبيئية تصلح لمحاكاه سيناريو تفجير نووي ، وإلي جانب الاردن ، هناك دولتين من أوربا الشرقية تقدمتا بطلب ، وتم تقديم عروض لطلب المحاكاه والتدريب عليه ، وتمت المفاضله بين العروض ، و مصر لم تتقدم بأي عرض .
- وايضا بسؤال وطني ماهو موقف ومدى إستعداد المنظمة إذا تمت تفجيرات أوعمل تجارب من جانب الدول المتقدمة خارج الغلاف الجوي لتطوير الاسلحة النووية؟
أجاب “جوردون ماك لويد”: هناك وسائل رصد النويدات والومضات (وحدات قياس الانفجارات النووية) خارج الغلاف الجوي، ولكن بعض الدول لديها هذه الامكانيات ، بينما ليست لدينا هذه الامكانية، ولا توجد تقنية، ونحن لم نفكر في هذا الامر من قبل ويجب أن نجد هذه التقنية .