جاءت انتخابات البابا شنودة الثالث عقب نياحة البابا كيرلس الثالث في التاسع من مارس 1971، وتم تتويج البابا شنودة الثالث علي كرسي مارمرقس في 14 من نوفمبر 1971 ليصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة.
سيم في عهده أكثر من مائة أسقف وأسقف عام و400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والاسكندرية.
واهتم بخدمة المرأة داخل الكنيسة القبطية ، وتم بناء الكثير من الأديرة وأنتعشت في عهده حياة الرهبنه وازداد عدد الإيبارشيات والكنائس.
إلا ان عهد البابا شنودة الثالث أحتفي بالكثير من المواقف السياسية الرائعة والمصادمات بين الرؤساء والتى أدت إلى إعتكاف البابا داخل الدير، وكانت جميعها تصب في بوتقة حب الوطن والحفاظ علي نسيجه المشترك والحفاظ علي حقوق الاقباط وسلامتهم، مما جعل البابا شنودة الثالث رهن الاعتقال في عهد السادات ، و كان من الشخصيات التى لم يختلف عليها أحد، وفي إطار هذا نبرز بعض ومضات سياسية بارزة من حياة البابا شنودة الثالث:
1-حادث كنيسة الخانكة 1972:
تعد الحادثة الأولى الطائ فية في مصر الذي تفجرت بعده العديد من حوادث العنف ضد الاقباط، حيث أشعل المسلمين النيران في مبنى الجمعية التى كان يعقد فيها المسيحيون صلواتهم ،وفي يوم الأحد التالي 12 من نوفمبر 1972 اقبل عدد كبير من القساوسة بالسيارات ومعهم عدد كبير من الأقباط متجهين إلى اطلال الجمعية المحترقة وبدؤوا بالصلاة فيها ، مما أثار حفيطة مجموعات اسلامية قامت بالتجمع في احد المساجد وقادهم امام المسجد نحو مركز الشرطة في مسيرة جهادية بالعصي والاسلحة مكبرين “الله اكبر … الله أكبر”، وذهبوا إلى بعض اصحاب المحال من الأقباط مدعين انهم اطلقوا عليهم النيران واشعلوا النيران في متاجرهم ثم عاودوا اشعال تانيران في مبنى الجمعية المحترقة مرة اخري.
وأرسل البابا شنودة الثالث عد كبير من الأساقفة والمطارنة في صباح اليوم التالي للخانكة لمباشرة الشعائر الدينية ، وتقدم موكب ضخم من القساوسة صفا بعد صف إلى مبنى الكنيسة وأقاموا القداس هناك،وكانت الأوامر بأن يواصلوا السير حتى اذا اطلق عليهم النيران من قبل البوليس، ولكن البابا نفي ذلك قائلاً «لم تصدر منى تعليمات بتنظيم أي مسيرات ولكن حقيقة ما حدث أن بعض الكهنة ذهبوا في اليوم التالي ليروا المبنى المهدم في سيارات وأتوبيسات، فأنزلتهم الشرطة قبل المكان بمحطة أتوبيس، ولهذا ظهرت شائعة المسيرة، ولو كانت الشرطة سمحت للسيارات بالوصول إلى مقر الحادث لما رآهم أحد ولما ظهرت الشائعة، وكان المشهد مثيراً وعواقبه المحتملة خطيرة وأدلى البابا بتصريح حيث قال: “قررت ألا تراني الشمس آكلا أو شاربا حتى تحل المشكلة” وغضب السادات وأتهم البابا بأنه يثير أوضاعا بالغة الخطورة لا سبيل إلى معالجتها وقال السادات لمحمد حسنين هيكل ” إن شنودة يريد أن يلوى ذراعي ، ولن أسمح له أن يفعل ذلك ” ومنذ هذه اللحظة بدأ السادات يشعر ان البابا يقود الاقباط وكأنه زعيم سياسي وليس رجل دين وأعتبر هذه المسيرة الغير مسبوقة، تحديا مسيحيا وتمردا علنيا على حكمه.
2-حرب أكتوبر1973:
قبيل حرب اكتوبر1973م، زار البابا شنودة الثالث الجبهة، وألتقى بقادة القوات المسلحة والضباط مرتين، الأولى يوم”14 إبريل عام 1972، والثانية يوم 4 فبراير عام 1973″، وعندما نشبت الحرب بين مصر وإسرائيل، قامت الكنيسة بقيادة البابا بدور وطنى وتاريخى، لتقدم الدعم المعنوى والسياسى للوطن أثناء الحرب، من خلال توفير الأدوية والمساعدات الإنسانية، ودعم المجهود الحربى.
وفي الدقائق الأولى للحرب عقدت الكنيسة اجتماعات متتابعة لمساندة الجيش وتنظيم عدة زيارات للجنود الجرحى فى المستشفيات يوم 22 أكتوبر عام 1973، بالإضافة إلى زيارة الجبهة يوم 24 مارس 1974 بعد انتهاء العمليات العسكرية.
3-مظاهرات أقباط المهجر ضد السادات عام 1975:
أعطت سياسة السادات الضوء الأخضر لانتشار الجماعات الإسلامية والتيار الإسلامى دون قيد ، داخل الجامعات والشارع السياسي المصري ،الي ان زاد انتشار ونفوذ الجماعات الاسلامية وامتدت سيطرتها إلى الجامعات، لمحاربة التيارات اليسارية والشيوعية ، وبدأت اعتداءات الجماعة الاسلامية في التزايد،وبدأت البلاد تسودها حالة من الفوضي بسبب التسيب الامنى ، وانتشرت نيران الاضطهاد القبطي في الجامعات ومنع الاحتفال بعيد العذراء في كنيسة العذراء بالجبل، وكان التدخل الذي يحدث فقط لتهدئة الخواطر ولكن كان الوقت قد فات وتفشت الفتنة بين ارجاء المجتمع المصري.
فسمع المهاجرون المصريون في امريكا بمسلسل الحوادث المؤسفة في مصر فأستقبلو السادات في زيارته بمظاهرة رفعوا فيها لافتات تصف مايحدث للاقباط في مصر بأنه اضطهاد ، وظهرت الاعلانات التى تحكى الام الاقباط المصريين والوعود لكاذبة من قبل الحكومة بعدم تطبيق الشريعة الاسلامية ثم قامت بتطبيقها ، ووصفت الصحف الامريكية السادات بعبارات لم ترق له ، فطلب الاتصال بالبابا لإيقاف المظاهرات ولكن اتى الامر متأخرا، مما دفع السادات للظن بأن البابا يتحداه.
4-اجتماع البابا شنودة بالسادات 1976:
اجتمع الرئيس السادات بالبابا شنودة في 1976 في القناطر الخيرية وكان السادات ثائراجدا وأعطي للبابا مجلة من مجلات الهيئة القبطية وقال له:”شوف ولادك بيعملوا إيه في امريكا “، فرد عليه البابا شنودة بذكائه :إن ذلك كله من قصاصات أوراق جرايدنا ونحن هنا في مصر قد أعطيناهم المادة لكى يكتبوها وينشروها.
5- مؤتمر يطالب بإلغاء مشروع الردة يناير 1977:
في 17 يناير 1977عقد مؤتمر تحت قيادة البابا شنودة الثالث، وجاء البيان الاول الصادر عنه أن الأقباط يمثلون “أقدم وأعرق سلالة” في الشعب المصري، ثم تعرض المؤتمر لحرية العقيدة الدينية، وممارسة الشعائر الدينية، وحماية الأسرة والزواج المسيحي والمساواة وتكافؤ الفرص وتمثيل المسيحيين في الهيئات النيابية والتحذير من الاتجاهات المتطرفة و اصدر بيان طالب فيه بإلغاء مشروع الردة واستبعاد التفكير في تطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين، كانت التوصيات التنفيذية هي أخطر ما جاء في البيان، حيث طالبت الأقباط بالصوم الانقطاعي لثلاثة أيام (من 31 يناير إلى 2 فبراير
1977)، وذلك للفت النظر إلى مطالبهم
6-موقف البابا من إتفاقية كامب ديفيد 1977:
سجل البابا رفضه لاتفاقية السلام مع اسرائيل ، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس السادات فأ زيارته الي اسرائيل في 1977، مما خلق حالة عدائية مع الرئيس السادات .
ظن “السادات” بأن البابا “شنودة” يتحداه ، فأصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي، ورفض البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بعدم الاحتفال بالعيد فى الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة
بل وصل الأمر إلى ذروته عندما كتب فى رسالته التى طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت”احتجاجا على اضطهاد الأقباط فى مصر” ورفض إذاعة الاحتفال بالأعياد فى أجهزة الإعلام كما جرت العادة وقتها. وكانت هذه المرة الوحيدة التى يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط فى مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.
واصبحت القطيعة بين السادات والبابا هي عنوان المشهد.
7-مذبحة الزاوية الحمراء يونيه 1981:
وفي يونيه 1981حدثت احداث مذبحة الزاوية الحمراء التى راح ضحيتها اكثر من 81 قتيلا ، وكانت بداية فشل الحكومة في وأد الفتنة واستمرارها الي الان وقال السادات في خطابه المضلل والذي نقلته وسائل الاعلام المرئيةوالمسموعة في 5 سبتمبروقتها:”بأن سبب حوادث الزاوية الحمراء كان سبباً لماء غسيل وسخ ألقاة مسيحى قبطى على عائلة مسلمة وشجار تم بين أسرتين نتيجة لذلك وعدد القتلى من الأقباط قى حادثة الزاوية الحمراء هم تسعة أفراد فقط”
وترجع القصة إلى يوم 12 يونيه 1981 أعلن مسلمون عن حقهم في قطعة أرض اعتزم بعض الأقباط إقامة كنيسة عليها وتحول من شجار عادي بين الجيران إلى معركة مسلحة، وأصيب سكان الزاوية الحمراء بالتوتر والهلع وبعد خمسة أيام ، اشتبك المسلمون والمسيحيون في الزاوية مرة أخرى. وكان هناك مجموعة من الصبية تنتقل من حي إلى آخر فيمرون من منشية الصدر إلى الوايلي، الى الزاوية الحمراء بهتافات هي شتائم ودعوات إلى حرق وهدم بيوت ومنازل الأقباط و يضعون علامات على بعض البيوت لتظهر بأن بداخلها مسيحيون، واشتعلت الفتنة، وتركتهم الشرطة لمدة 3 أيام، قام فيهم مثيري الفتنة والخارجون عن القانون من اللصوص ومحترفي الإجرام بأعمال السلب والنهب دون أي تدخل يفض هذه المعارك
8-تحديد اقامة البابا 1981:
وفى مؤتمر صحفي عالمي عقده الرئيس السادات فى قريته ميت ابو الكوم فى 9 سبتمبر 1981 علق السادات على مشاكل الاقباط والصدامات مع البابا قائلا :
“بالنسبة للبطريرك فإن مهمة البابا أولاً أنه قس، ثم المهمة الثانية مسئوليته في رعاية الكنيسة. وإني أتوجه لشعبي المسيحي، وأود هنا أن أقول إنهم انتخبوه بناء على قوانين الكنيسة على أنه بابا، والدولة فوراً أصدرت ما تسميه بالقرار الجمهوري لتعزيز هذا الانتخاب، وهو أمر حيوي بالنسبة لأي بابا ليعمل. وان ما حدث هو لا يمكن لأحد أن يكون له أي دخل بالقوانين، ولكن ما ألغيته بالفعل هي النقطة الثانية، والتي لدي السلطة أن ألغيها، وهي إعلانه أمام الدولة وأمام العالم بأسره على أنه رئيس الكنيسة. ولهذا فإنني اكتفي فقط داخل حدود مسئولياتي، ولكن لو طلبت أن أعدل عن فكرتي، فإني أقول إنه يتعين على الرجل أن يبقى في ديره كما كان الحال في الماضي. وأقول هنا أن كل ما أحدثه من دمار بالنسبة لشعبي، فانه يتعين على شعبي أن يقف إلى جواري وأن يمنعوا ما حدث وأن يمنعوا إثارة الفتن كما حدث من جانب بعض المسيحيين في الخارج. ولذا أفضل أن يبقى في ديره ولن أقبض عليه أبداً. فعليه أن يظل في ديره، وأن اللجنة التي تم تشكيلها قد عينت طبقاً للنظام الديني وقوانين الكنيسة”
فطال عقاب البابا من السادات ،عندما اصدر قرار بالتحفظ علي 1531 من الشخصيات العامة المعارضة ، وكان مصير البابا تحديد الاقامة في الدير بوادى النطرون ،ولعل السادات فعل ذل درءا لرد فعل مضاد من قبل الاقباط.
9-مبارك يفرج عن المعتقلين ويحرر البابا شنودة:
تقلد مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 حيث قام في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض “البابا شنودة”، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس “مبارك” تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس “السادات” بحكم منصبه كنائب له.
10-البابا يشارك في رفع العلم علي طابا 1989:
شارك البابا شنودة الثالث فى الاحتفال برفع علم مصر على طابا فى 19 مارس 1989، كما بدأت الكنيسة فى عهده إقامة موائد الوحدة الوطنية فى شهر رمضان، وهو ما سمى موائد العائلة المصرية، كما أنه وقف أمام بعض الأقباط رافضا إنشاء حزب مسيحى سياسى يكون أعضاؤه على أساس دينى.
11- مبارك يتعرض لمحاولة اغتيال والبابا يسانده:
كانت العلاقة بين البابا والرئيس مبارك علاقة تسودها الصداقة والمودة،حيث قال البابا للرئيس بعد محاولة اغتياله في أديس أبابا: “ان يد الموت قريبة منك جدًا ولكن يد الله الحافظة “و أكمل: يا سيادة الرئيس نحن نؤمن بيد الله في الأحداث، حيث كانت يد الموت قريبة منك جدًا ولكن يد الله الحافظة كانت أقرب، الموت كان مشيئة الناس وحياتك كانت مشيئة الله”.
12-مؤتمر شعبي في الكاتدرائية يعضد ياسرعرفات 2002:
عقد البابا مؤتمرا شعبيا كبيرا في الكاتدرائية المرقسية عام 2002 بعد تحديد إقامة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسرعرفات في رام الله وفي فترة قاطع الزعماء العرب أبو عمار،ضاغطين عليه اكثر فأكثر لثنيه عن مواقفه الوطنية ودفع عرفات الي قبول الموقف الاسرائيلي، دفاعا ودعما منه للقضية الفلسطينية والقضايا العربية،وقام البابا بإجراء مكالمة تليفونية مع عرفات تعرب عن تضامنه له ومصليا له في اجتياز محنته ومؤكدا علي مواقفه الوطنية الثابتة وموقفه الحاسم ذلك يحسب له.
13-أزمات طائفية متفرقه:
في 2004 شهدت مصر ازمة طائقية بدأت بين المسلمين والاقباط في أسيوط والبحيرة ، قام علي اثرها البابا بالاعتكاف في دير وادى النطرون اعتراضا علي مايحدث ، وفي 2006 تعرضت كنيسة القديسيين لهجوم بالسلاح الابيض ادى الي مقتل شخص وجرح اثنين ،وفي مارس 2010 اعتصم الاقباط بالكاتدرائية المرقسية العباسية احتجاجا علي هروب وفاء قسطنطين زوجة كاهنوراعي كنيسة ابو المطامير البحيرة ،حتى تدخل الرئيس مبارك وامر بتسليمها للكنيسة وتم احتجازها في بيت للراهبات والتقت البابا شنودة وامر بتعيينها في الكاتدرائية وعدم عودتها الي بلدتها مرة اخري ، الي جانب الكثير جدا من الازمات التى تعرض لها الاقباط في عهد مبارك ، وكان البابا اقل صداما وحدة في عهد مبارك وكان بعد كل حادث يعتكف في الدير تنديدا واعتراضا علي مايتعرض له الاقباط.
14- حادث كنيسة القديسيين 2011:
في 1 يناير 2011 وقع حادث تفجير كنيسة القديسيين بمنطقة سيدى بشر بالاسكندرية، وفي اعقاب الثورة المصرية ثبت تورط وزير الداخليه السابق حبيب العادلي في تفجير الكنيسة ، حيث أعلنت الكنيسة عن صلاة “قداسات الغضب” في الإسكندرية، وإلغاء احتفالات أعياد الميلاد المقرر لها يوم 7 يناير رغم طباعة الدعوات الخاصة بكبار المسئولين والأقباط، ودخل في اعتكاف إلى أن جاءت الثورة، التي أطاحت بمبارك.
وعن تفجيرات القديسين قال” من قاموا بهذا التفجير ليسوا آدميين” وحاول من تهدئة الأقباط الذين بدءوا في شن المظاهرات في أماكن عديدة لكن حكمته كانت كافية في رأب الصدع ووقف نزيف الغضب وعودة الاستقرار إلى الكنيسة والبيت المسيحي، وصلوا لرحيله.
15-البابا يساند مبارك في ثورة 25 يناير:
عمل البابا شنودة الثالث علي مساندة الرئيس السابق مبارك قائلا: ” نشكر الرئيس مبارك فليعطيه الرب القوة وليحفظه لمصر” كما أعرب في قول اخرالبابا عن دعمه للرئيس مبارك أثناء ثورة يناير قائلاً: “هناك أمور تألمنا من أجلها، وهناك أمور نشكره عليها كثيرًا”. وأضاف في مداخلة هاتفية للتلفزيون الرسمي: نشكر الرئيس مبارك كثيرًا على تدخله في الأحداث وتعيينه للواء عمر سيلمان نائبًا له والفريق أحمد شفيق لرئاسة الوزراء.
16-أحداث ماسبيرو:
.ما بعد ثورة 25 يناير بعد قيام ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم بالانابة، وكانت قوات الشرطة بدأت في انسحابها من المدن ثالث أيام الثورة، وفي أبريل بدأت الشرطة في معاودة عملها بصورة جزئية، وتم الاستعانة بقوات من الجيش لتأمين المنشآت الحكومية والأجنبية الهامة، وفي أكتوبر 2011 تظاهر الأقباط احتجاجات على هدم كنيسة في أسوان ،واحتشد المتظاهرون في اعتصام سلمي أما مبنى التلفزيون المصري، وقامت قوات الأمن بالهجوم عليهم، مما أسفر عن مقتل أكثر من 26 مدني وجرح 212 آخرين معظمهم من الأقباط، ووفاة وإصابة عدد من أفراد الجيش .
وقد جاءت احداث ماسبيرو لتمثل ضربة غير متوقعه من الشباب القبطى وخروجهم عن صمتهم وهدوئهم المعهود ، الا ان الكنيسة سرعان مااستوعبت الموقف وتحركت لاحتواء الشباب الثائر، الا ان خروج الشباب القبطى يمثل فشلا من نوع اخر في الدوله في احتواء مشاكل الاقباط بعيدا عن اطار الكنيسة.
وبعد أحداث ماسبيرو قال في البابا شنودة في عظته الأسبوعية “أعزيكم في استشهاد أبنائنا الذين قتلوا في ماسبيرو في هؤلاء الأبناء العزل الذين لم يحملوا سلاحًا مطلقًا، حسب تعليم دينهم الذي يمنعهم من العنف، ولو كان معهم سلاح لظهر أثناء المسيرة من شبرا لماسبيرو، 24 قتيلا وأكثر من 300 مصاب وأن دم هؤلاء “دمهم ليس رخيصا علينا” ومن محبة الله لهم سمح أن يسلكوا للسماء قبلنا.
17- البابا واقباط المهجر:
كانت عظات البابا شنودة تحمل رسائل لأبنائه فى المهجر، حتى لا ينصتوا إلى الشائعات التى تتسرب إليهم دون أساس من الحقيقة عن أوضاع الأقباط فى مصر، وكثيرا ما تعرض البابا لانتقادات حادة واتهامات بأنه مسالم أكثر مما ينبغى.
18-إعتكاف البابا:
كانت فترة حكم مبارك أقل تصادما بين الطرفين، لدرجة أن البابا رفض الخروج ضده في مظاهرات ثورة الخامس والعشرون من يناير إلا أن الشباب القبطي رفض طلب البابا وواصل مسيرته بين صفوف الجماهير التي أطاحت بمبارك.
كان الاعتكاف هو السلاح الروحي للبابا تعامل البابا خلال فترة حكم مبارك مع الأزمات مستخدما سلاح “الاعتكاف” الذي بدأه في عصر السادات عندما قرر وإلغاء احتفالات عيد القيامة عام 1980اعتراضا على الوضع السيئ للأقباط فى هذا التوقيت، كما قام البابا خلال فترة حبريته بسبعة “اعتكافات احتجاجية” خلال حوالي مائة فتنة طائفية، من أبرزها الاعتكافات اثر الأزمات الطائفية التي قرر فيها البابا الاعتكاف خلال فترة حكم “مبارك” كان حزنا على أحداث نجع حمادي التى راح ضحيتها سبعة منهم 6 أقباط ومسلم واحد في حادث بشع، يوم ليلة عيد الميلاد، وعندما تصاعدت أزمة السيدة وفاء قسطنطين، واحتجاز قوات الأمن لها بحجة إشهار إسلامها، وعقب حادث كنيسة القديسيين التى راح ضحيتها 21 قتيل و79 ضحية ، وبعد حوالي عام وفي السابع عشر من مارس 2012 انتقل البابا شنودة للامجاد السماوية لينهي رحلة كفاح وخدمة كبيرة جدا.