إن قطاع الإسكان له أهمية كبرى لدى المواطن فى أى مكان فى العالم ، وفى مصر يُعد هذا القطاع فى غاية الأهمية على كافة المستويات ، لكن بعد موجة ارتفاع الأسعار التى شملت مواد البناء خاصة الأسمنت والحديد ، يترقب المصريون الآثار المنعكسة على هذا القطاع الهام والحيوى ، وفى هذا الإطار خصص مؤتمر “الروساء التنفيذين الثاني الذي نظمته المال جى تي إم ” جلسة للمناقشة بعنوان : “القطاع العقارى .. صحوة جديدة ” للوقوف على أهم التطورات التى شهدها هذا القطاع خاصة بعد إجراءات تحرير سعر الصرف مؤخراً .
أكد المهندس عمرو سليمان الرئيس التنفيذى لـ”مانتن فيو” أن الفترة القادمة تتسم بالكثير من التحديات تفرض على أصحاب الشركات والمشروعات المزيد من التركيز والإنتباه فى العمل ، خاصة مع زيادة التقلابات السوقية والمنافسة الشديدة ، منوهاً أن قاعدة السوق هى الأهم نظراً لأن المستهلك وذوقه وطريقة إختياره تغيرت كثيراً لتعدد البدائل والإختيارات أمام العميل النهائى ، وأضاف : عند العمل على تأسيس العاصمة الإدارية الجديدة علينا أن تكون أعيننا على القاهرة وغير من المدن الأقدم ، مشيراً إلى أن دور المطور العقارى هو العمل على تهيئة الأراضى الموجودة والمتاحة . وذكر “سليمان” أن مصر نمتلك أرخص الأراضى للإسكان مقارنة بالكثير من دول العالم ، مما يجعل هذا دافعاً لجذب سياحة الإقامة فى مصر نظراً لأسعارنا التنافسية .
تحدث مهندس طارق الجمال رئيس مجلس إدارة شركة “ريدكون” للتعمير عن أهمية مبانى الأعمال فى أسواق العالم منذ سنوات طويلة والآن فى مصر ، منوهاً أن المنتج العقارى فى مصر زادت تكلفته عن الكثير من الدول ومنها الهند وبيروت وغيرها من الدول ، وأضاف : فالحديد مثلاً كان يسجل 400 دولار فى حساب التكلفة ، لكن هناك توقعات بوصله لأكثر من 1000 دولار .
فجوة فى الإسكان المتوسط
وقال المهندس علاء فكرى رئيس مجلس إدارة “بيتا إيجيبت” للتنمية العمرانية :إن التحدى الكبير فى قطاع التنمية العقارية هى مراحل ما بعد البيع ، منوهاً أن هناك نُضرة شديدة فى وجود الأراضى خاصة فى المدن الجديدة ، بالإضافة إلى إحتكار الدولة للأراضى خاصة من جانب السلطة التنفيذية وهذا يُعمق من المشكلة ، وأضاف : هناك فجوة فى سوق الإسكان المتوسط ، فالمتوفر يقع ما بين المساكن “الكمبوند” الفاخرة وما بين الإسكان الإجتماعى الذى تطرحه الدولة ، متسائلاً هل ستزداد هذه الفجوة مع زيادة أسعار الأراضى ، وقال: مطلوب فكر مستنير من جانب الدولة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية فى هذا القطاع الهام والحيوى .
وطالب الدكتور وائل يوسف نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، التابعة للشركة القابضة للشييد والتعمير بأن يدخل المطور العقارى العام بدرجة أكثر عُمقاً إلى حلبة المنافسة ، موهاً أن أرتفاع الأسعار فى مدخلات مواد البناء المختلفة والتى بدورها ترفع من تكلفة الوحدة السكنية ، مما يؤدى لبعض الكساد أو الإنكماش فى السوق العقارى المصرى نظراً لأن العميل بات يُفضل بين المطروح أمامه من المنتج العقارى عند قراراه للشراء .
التخطيط المدن الجديدة
ويرى المهندس ممدوح بدر الدين رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقارى بالإتحاد العام للغرف التجارية أن هناك خطأ فى التخطيط والمُتمثل فى الفصل الإجتماعى بين الطبقات عند بناء المساكن والعقارات ، منوهاً أن هذا الفصل يُعد خطأ إجتماعى كبير يجعل هناك “تمييز إجتماعى” ، ومن الأفضل اللجوء إلى مسألة الخلط والتنوع بين الطبقات عند التخطيط العمرانى خاصة فى المدن الجديدة ، وأضاف المهندس “بدر الدين” : مطلوب قيام الدولة بطرح المزيد من الأراضى لتلبية الإحيتاجات بغض النظر عن أسعار هذه الأراضى خاصة وأن هذا القطاع يرتبط به الكثير من الصناعات الأخرى ، مشيراً جهود الدولة الراهنة فى توجها لتوفير فرص للإسكان الإجتماعى ، مؤكداً على أهمية الإخذ فى الإعتبار كافة الفئات والطبقات عند العمل على التخطيط لتوفير الإسكان فى مصر .