شعر الكثير منا بحاجته إليها لكنه لم يعلن عنها حتى جاءت الصيدلانية والكاتبة دينا أنور وأعلنت عنها بمقال في إحدى الجرائد تحت عنوان “البسي فستانك واستردي أنوثتك” لتحرك المياه الراكدة ويعلن الكثيرين عن عودة الجمال والرقي بعودة ارتداء الفساتين مرة أخرى.
تقول دينا : إنها تعشق أفلام الأبيض والأسود بكل ما تحمل من مظاهر حضارية وفنية، وكانت تحب ارتداء ماتلبسهن فنانات تلك الأفلام ، لكن المجتمع لم يكن ليقبل ذلك، ومنذ سنتين قررت أن تتحدى المجتمع وترتدي ما أحبت من فساتين وتنانير، منذ شهر ارتديت فستان يتنمي في طرازه إلى حقبة الستينات في إحدى المناسبات فنالت إعجاب الكثير من السيدات بل والرجال أيضا، وهنا كتبت المقال والذي جذب الكثير من ردود الفعل المؤيدة ووجدت تفاعل كبيروقال الكثيرين “عاوزين الزمن يرجع تاني” لهذا قمت بإنشاء الحملة والتي حملت نفس اسم المقال من خلال صفحة فان وهشتاج #البسي_فستانك_واستردي_انوثتك. حيث لاقت الترحيب والدعم من الكثيرين من بينهم عدد من المشاهير امثال ياسمين الخطيب وجهاد التابعي وإيمان البحر درويش وإنجي أنور وأماني الوشاحي وشريف الشوباشي، ومن بين من دعموا من المشاهير كانت سارة شريف الصحفية المتخصصة في شئون الإسرائيليات واصغر سفيرة للنوايا الحسنة وكتبت للصفحة: “من صغري وانا شايفة ان الفستان هو عنوان الأنوثة ومعظم لبسي فساتين من جميع الألوان، الفستان بيخليني احس اني أنثى حقيقية مش بنطلون شبه لَبْس الرجالة، لما شوفت الحملة دي حسّيت قد ايه انها بتعبر عني وعن كل اللي بيدور جوايا وفعلا بشوف دايما في عيون السيدات قبل الرجالة نظرة غريبة للفستان، انا بعد ما شوفت الحملة دي حسّيت ان انا صح وهستمر في طريقي.”
أما مؤسسة الحملة دينا أنور فكتبت على صفحة الحملة التي تخطت الخمسة آلاف معجب: “كنت بنت عادية.. مريت بلحظات خوف ويأس.. حاولت أتأقلم مع المجتمع وعاداته.. لكن كانت النتيجة إني خسرت نفسي.. دفنت الأنثى اللي جوايا.. ومن سنة ونص بس قررت أتغير.. قررت إني ما ألبسش غير فساتين وجيبات وتاييرات عشان أطلّع البنوتة اللي جوايا..الأول الناس كلهم إستغربوني وقالوا بسبح ضد التيار.. بعد شوية إتعودوا يشوفوني كده على طول ومابقوش ينتقدوني..شوية كمان بقا ستايل مرتبط بيا محدش بقا يستغربه.. شوية اكتر بقيت أسمع عبارات الإعجاب وكلمة برافو إنك قدرتي تعملي ده..وقت أكتر إبتدوا الستات والرجالة يسألوني إنتي بتجيبي الفساتين دي منين؟؟ ودايماً كان ردي إن اللي بيدوّر على حاجة بيلاقيها.. المهم إني بقيت أسمع أوصاف زي أميرة وليدي وهانم وبنوتة وبرنسيس وانثى ..بدال مزّة وحتّة وقطعة ولوز اللوز وفرتكة..أنا نجحت إني أتحدى المجتمع وألبس زي ما أنوثتي بتوجهني.. إنتي كمان لازم تعملي ده وتطلّعي الليدي اللي جواكي مع حملتنا إلبسي فستانك واستردي أنوثتك” .
وفي استطلاع رأي أقيم على الصفحة حول ما إذا تركت المرأة لحريتها ماذا ستلبس فجاءت الإجابات كلها مابين فستان وتنورة بينما أجاب بعض منهن “فستان قصير زي بتاع فاتن و سعاد اكيد” أو “هلبس فستان زى بتاع سعاد حسنى او هند رستم” فيما أجابت إحداهن قائلة “هوت شورت”.
وعن ما نراه اليوم من أزياء اتردتها الفتاة المصرية قالت دينا : إنه سيطرة من الفكر الوهابي فلم يكن يوماً زي المرأة المصرية هو “العبايات السوداء” و”الطرح الخليجي” فهويتنا الحقيقية هي الهوية الفرعونية وأزياءنا الحقيقية هي ما نراه في أفلام الستينات من تنانير وفساتين وكعوب عالية، حيث لم يكن هناك تفرقة بين المسلمة والمسيحية، وكانت المرأة ترتاد الأماكن العامة وتستقل الحافلات دون مشاكل.
وأضافت ، إن الحملة ستستمر وستظهر على أرض الشارع بعدد من الفعاليات أولها سيكون خلال شهر بتجمع لسيدات وفتيات ترتدين الفساتين تحت سفح الهرم وذلك بهدف إظهار الصورة الحقيقية الحضارية لمصر وتنشيط السياحة.